في إنجاز جديد يُضاف إلى سجلّه، حقق نادي الشارقة للفروسية والسباق المركز الأول في المسابقة الثقافية السنوية التي ينظمها نادي دبا الحصن الرياضي الثقافي، وذلك في نسختها السابعة عشرة التي أقيمت تحت شعار “يدًا بيد نبني قدرات مجتمعية”. المسابقة هذا العام شهدت مشاركة فاعلة تمثلت في 16 نادياً رياضياً بالإضافة إلى ثماني مؤسسات محلية من مدينة دبا الحصن، وهو ما يعكس التفاعل المجتمعي الواسع مع الفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الوعي والمعرفة لدى مختلف فئات المجتمع.
نتائج المسابقة الثقافية في دبا:
كما ذكرنا فقد تمكن فريق نادي الشارقة للفروسية من التفوق على بقية الفرق بجدارة، ما أهّله للحصول على كأس البطولة وجائزة مالية، ليُتوَّج رسمياً بلقب بطل المسابقة.
وجاء في المركز الثاني نادي دبا الحصن الرياضي الثقافي، فيما حلّ نادي الشارقة الثقافي للشطرنج ثالثاً، وتبعه نادي الحمرية في المركز الرابع. وتنوّعت موضوعات المسابقة بين محاور معرفية وثقافية متنوعة، اختبرت قدرة المشاركين على التحليل وسرعة البديهة وسعة الاطلاع العام.
تعزيز الثقافة والهوية المجتمعية:
في تصريح له، أكد الدكتور محمد أحمد المطوع، رئيس مجلس إدارة نادي دبا الحصن، أن هذه المسابقة لم تعد مجرد فعالية سنوية، بل أصبحت تمثل ركيزة أساسية ضمن برامج النادي الثقافية والتربوية. وبيّن أن الهدف من تنظيمها هو تعزيز الثقافة العامة، وتنمية المهارات الذهنية، وإتاحة الفرصة لاكتشاف المواهب المحلية الواعدة، خاصة بين فئة الشباب الذين يُعوّل عليهم في بناء مستقبل المنطقة.
وأشار المطوع إلى أن المسابقة تسعى إلى ترسيخ قيم الانتماء المجتمعي والعمل الجماعي، من خلال بيئة تنافسية إيجابية، تفتح المجال أمام التفاعل البنّاء بين مختلف المؤسسات والجهات المشاركة. كما أعرب عن اعتزازه بالمستوى المشرف الذي ظهرت به الفرق المتنافسة هذا العام، مؤكدًا حرص النادي على استمرار هذه المبادرات الثقافية التي تترك أثرًا إيجابيًا في تنمية المجتمع المحلي.
تفاعل المشاركين يؤكد نجاح الفعالية:
من جهتهم، أشاد عدد من المشاركين بالتنظيم الجيد للمسابقة، وبالتنوع الذي شمل محاور الفقرات الثقافية، ما أضفى على المنافسة روحًا من الحيوية والحماس. واعتبروا أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تشكّل فرصة ثمينة لتعزيز الثقة بالنفس، وتوسيع المدارك الثقافية، واختبار القدرات في أجواء مشجعة.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية في تقرير سابق لها، إن المبادرات الثقافية المجتمعية تساهم بشكل فعّال في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الثقافة المحلية، خاصة عندما تأتي من مؤسسات قاعدية مثل الأندية الرياضية والثقافية. وأكدت الوزارة أن دعم هذه الفعاليات ضروري لتحقيق التوازن بين التنمية الثقافية والرياضية في الدولة.
نادي الشارقة للفروسية ..حضور ثقافي وتألق رياضي:
اللافت في هذا الحدث أن الفوز لم يكن من نصيب نادٍ ثقافي تقليدي، بل نادي الفروسية والسباق في الشارقة، ما يؤكد أن أندية الفروسية في الإمارات لا تقتصر أدوارها على الرياضة فقط، بل أصبحت أيضًا حاضنة للوعي والثقافة، خاصة وأن رياضة الفروسية ترتبط في جذورها بالقيم العربية والإسلامية، مما يمنحها طابعًا تراثيًا وثقافيًا مميزًا.
ويُذكر أن نادي الشارقة للفروسية والسباق من الأندية الرائدة في مجال الفروسية في الدولة، وله سجل حافل بالبطولات، كما ينظم دورات تثقيفية وبرامج تدريبية تعزز وعي الفرسان وتربطهم بتاريخهم وتراثهم. ويأتي فوزه في المسابقة الثقافية ليؤكد شموليته في خدمة المجتمع من عدة زوايا، سواء على المستوى الرياضي أو الثقافي.
أهمية دعم الفعاليات الثقافية المحلية:
تتفق العديد من الدراسات، من بينها دراسة صادرة عن مؤسسة الفكر العربي، على أهمية تنظيم فعاليات ثقافية محلية بانتظام، لما لها من أثر مباشر في رفع مستوى الوعي المعرفي لدى الشباب، وتوفير منابر للتعبير عن الطاقات الإبداعية، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات العربية في مجال التنمية الثقافية.
وتوصي هذه الدراسات بضرورة إشراك أكبر عدد ممكن من المؤسسات المجتمعية، بما في ذلك المدارس والأندية والبلديات، لضمان توسيع قاعدة المشاركة والاستفادة. وهو ما تجسده بالفعل مبادرة نادي دبا الحصن التي استطاعت أن تجذب 24 جهة مشاركة في دورة هذا العام.
يشكّل فوز نادي الشارقة للفروسية والسباق في هذه المسابقة الثقافية دليلًا على أن الثقافة ليست حكرًا على مؤسسات بعينها، بل هي مساحة مفتوحة لكل من يملك الشغف بالمعرفة والرغبة في خدمة المجتمع. كما يعكس هذا الإنجاز رؤية الأندية الإماراتية الشاملة، التي باتت تدمج بين التميز الرياضي والتفاعل المجتمعي، في خطوة تستحق الدعم والتقدير.
المصدر:
https://www.google.com/amp/s/www.emarataly
الأمير عبدالله بن فهد: المملكة ليست محطة إقليمية في الفروسية بل مهدها الأصيل
ندوة تثقيفيةفي اتحاد الفروسية العماني تحظى بتفاعل كبير