نادي حلب للفروسية في حريتان يعود إلى الحياة وذلك بعد سنوات من الغياب حيث يعد هذا النادي معلماً رياضياً وتراثياً في قلب الشمال السوري.
علامة فارقة في تاريخ رياضة الخيول:
يُعد نادي حلب للفروسية في مدينة حريتان أحد أبرز الصروح الرياضية التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ رياضة الخيول بسوريا، وخصوصًا في الشمال السوري. فقبل اندلاع الحرب، كان النادي وجهة رئيسية لعشاق الفروسية وميدانًا يحتضن البطولات والأنشطة التدريبية والتنافسية. لكن مسيرته توقفت قسرًا بعد أن تعرض للقصف، الأمر الذي ألحق أضرارًا كبيرة بمنشآته.
كيف أصاب الدمار منشآت النادي؟
مع تصاعد الأعمال القتالية في المنطقة خلال سنوات الحرب في سوريا، تعرض النادي لقصف مباشر تسبب في تدمير أجزاء واسعة من بنيته التحتية. وقد شمل ذلك الإسطبلات والمضمار، وهو ما أدى إلى توقف الأنشطة الفروسية كليًا لعدة سنوات. وقد شكّل هذا الانقطاع فراغًا كبيرًا على مستوى الرياضة والهوية الثقافية في المدينة.
جهود محلية لإعادة تأهيل النادي:
تشهد المرحلة الحالية عودة تدريجية للحياة في نادي الفروسية بحلب، بفضل جهود اللجنة الفنية لاتحاد الفروسية بحلب، التي تعمل بالتنسيق مع ملاك الخيول المحليين على إعادة تأهيل مرافق النادي المتضررة. وتشمل هذه الجهود ترميم الإسطبلات، وإعادة صيانة الميدان، وتحسين البنية التحتية تدريجيًا.

تصميم هندسي يناسب احتياجات الخيل:
أوضح هاروت برداقجيان، رئيس لجنة إدارة النادي، أن منشآت النادي تتضمن هنغارين رئيسيين، يحتوي كل واحد منهما على عشرين إسطبلاً. من بين هذه الاسطبلات يوجد الاسطبلات الكبيرة ومنها المتوسطة، بما يراعي تنوع أحجام الخيول الموجودة. ويهدف هذا التصميم إلى توفير بيئة مريحة وآمنة للخيول، وذلك وفق المعايير المدروسة.
خيول عربية وأجنبية تتقاسم الحلبة:
يمتلك نادي حلب للفروسية في حريتان حاليًا مجموعة من الخيول الأجنبية المتخصصة في قفز الحواجز (Show Jumping). حيث أن هذه الخيول تشتهر بأدائها العالي في المسابقات، إلى جانب خيول عربية أصيلة قادرة على خوض المنافسة نفسها وإن كانت تحتاج إلى أوامر تدريبية أقل (أوردرات أقل) نظرًا لطبيعتها المختلفة.
توثيق سلالات الخيول علميًا في سوريا:
أكد برداقجيان أن تحديد سلالات الخيول في سوريا يتم عبر تحليل عينات من شعر الحصان، لمعرفة نسبه الأصلي بدقة. ويتم توثيق النتائج رسميًا عبر الجهات المختصة في الوزارة المعنية. هذا الإجراء يضمن تسجيل الخيول واعتمادها رسميًا للمشاركة في البطولات المحلية والعربية.
الخيل.. موروث ثقافي في حلب وسوريا:

كذلك فقد أشار رئيس اللجنة إلى أن الخيل ليست مجرد أداة رياضية، بل هي رمز تاريخي وثقافي يحمل مكانة خاصة في وجدان الشعب السوري. فالفروسية كانت دائمًا حاضرة في حياة العرب، ولهذا يُعتبر إنقاذ نادي حلب للفروسية خطوة في طريق الحفاظ على الإرث الثقافي، وليس فقط إعادة تشغيل منشأة رياضية.
آمال كبيرة بعودة البطولات والمهرجانات:
تطمح إدارة النادي، بدعم المجتمع المحلي، إلى استئناف البطولات والمهرجانات الفروسية خلال الأشهر المقبلة. وبالإضافة إلى ذلك فهي عمدت إلى فتح باب التدريب أمام الهواة والشباب والناشئين، في مسعى لإحياء رياضة الفروسية ونشر ثقافتها بين الأجيال الجديدة.
المصدر:
قافلة حجاج على صهوات الخيول في طريقها إلى السعودية
ما الذي يميز الخيول العربية عن غيرها من السلالات؟
أسعار الخيول في الرياض 2025: نظرة شاملة على السوق وأشهر المزارع
كيف تؤثر التعريفات الجمركية الأمريكية على تجارة الخيول الأصيلة؟ وما علاقتها بأسواق الخيل العربية؟
Leave a Reply