إن الرؤية الليلية للحصان العادي ليست جيدة على الإطلاق كما يعتقد الكثير من الناس. في هذا المقال نقدم إجابةً للسؤال التالي هل ترى الخيول في الظلام؟ وما مدى هذه الرؤية إن وجدت؟ ستجيبنا على هذا التساؤل عالمة الأعصاب جانيت جونز، الحاصلة على درجة الدكتوراه. إذ يعتقد الكثير من الناس أن الخيول ترى في الظلام بشكل أفضل من البشر. ولكن لعلك لاحظت أن حصانك يتنقل في مرعاه بحذر شديد في الظلام، فهو لا يركض كما يفعل في النهار. وعندما تخرجه من الحظيرة المضاءة إلى المرعى المظلم، فإنه يظل عند البوابة لفترة طويلة جدًا، وكأنه يحاول معرفة مكانه حتى لو كان فحص بصر حصانك الذي قام به الطبيب البيطري، قد أعلن أنه يتمتع بصحة جيدة وطبيعية. ويبدو بصره جيداً أثناء النهار.
هل الحصان يخاف من الظلام ؟
فيما يلي تجيبنا عالمة الأعصاب جانيت جونز، الحاصلة على درجة الدكتوراه على هذا السؤال:
لا يشعر الحصان بالخوف في الظلام، ولكنه لا يستطيع الرؤية بالقدر الذي تتخيله. قد نصدق نحن البشر كل أنواع الأساطير حول الرؤية لدى الخيول. لكن الحقيقة هي أن الخيول ترى العالم بشكل مختلف تمامًا عنا. من أكثر الأساطير انتشاراً أن الخيول ترى جيداً في الظلام. وهذا غير صحيح فبعد أن تتكيف عيون الخيل تدريجياً مع الظلام، تستطيع عندها تمييز حواف الأشياء فقط لا أكثر. ولتسهيل فهم الأمر فإنَّ هذا يشبه ما قد نراه في ضوء القمر غير المكتمل. فلا يمكن رؤية اللون، وتكون التفاصيل التي يدركها البصر ضئيلة للغاية. وكذلك يضعف إدراك العمق لدى الخيول في الليل.
إن قدرة الحصان السليم على الرؤية ليلاً لا تقارن بقدرة الإنسان على الرؤية نهاراً. فالخيول لا ترى التفاصيل والألوان بنفس الجودة التي نراها بها نحن، كما أنها لا ترى نفس مدى الرؤية الرأسي الذي نستطيع أن نكتشفه.
الرؤية لدى الخيول في الظلام:
تتكيف عيون الإنسان من السطوع إلى الظلام في حوالي 25 دقيقة. بينما تحتاج عيون الحصان إلى 45 دقيقة لتحقيق التكيف مع الانتقال من السطوع إلى الظلام أي ضعف المدة تقريبًا. لذا عندما تقود حصانًا من مرعى مشمس إلى حظيرة خافتة الضوء، عليك أن تعلم إنه لا يستطيع الرؤية داخل الحظيرة كما تفعل أنت. وكذلك عندما ينتقل من ساحة الإحماء المضيئة إلى ساحة داخلية، فإنه سيكون في وضع غير جيد من ناحية الرؤية. وينطبق الشيء نفسه على أي انتقال من الظلام إلى السطوع، مثل الانتقال من الحظيرة إلى ساحة الخروج.
ومن العوامل التي تلعب دوراً مؤثراً على قدرة الحصان على الرؤية ليلاً العمر، الذي يلعب دورًا كبيراً؛ فالخيول الأكبر سنًا تستقبل ضوءًا أقل من الخيول الصغيرة وتواجه صعوبة أكبر في الرؤية حتى عندما تكون عيونها سليمة.
ما هي المعلومات المهمة التي علينا إدراكها في هذا الموضوع:
من الأسهل إنهاء درس القفز أو سباق البراميل في الساحة بعد الغسق، فلا أحد يريد أن يدفع ثمن الكهرباء اللازمة للإضاءة بمبالغ إضافية.
وتذكر أن عدم معرفة مخاطر ضعف الرؤية الليلية للخيول قد تجعل الكثير من أصحاب الخيول ذوي النوايا الحسنة يدفعون ثمناً باهظاً حينما يخاطرون بصحة وسلامة ورفاهية خيولهم وسلامتهم الشخصية كذلك.
لذا من الأفضل مراعاة القدرة الضئيلة التي يتمتع فيها حصانك في موضوع الرؤية في الظلام فهذا سيبعدك أنت وحصانك عن المخاطر ويبقيكم في حالة جيدة.
المصدر:
كيف تتجنب الأعلاف المميتة للخيل
مكافحة ذباب الحظيرة بطرق طبيعية