تساؤل جديد بدأ يطرح في مجال سباقات الخيل وذلك بعد أن شهدت هذه الصناعة حوادث موت عدة أحصنة سباق فهل حقاً يجب إيقاف سباقات الخيول؟
شهد اليوم الثلاثاء 5نوفمبر انطلاق النسخة 164 من سباق كأس ملبورن في مضمار فليمنجتون في أستراليا. سباق ملبورن كان هو السباق الذي يتوقف لأجله الناس عن أعمالهم. ولكن الآن بدأت الأصوات المطالبة بإيقافه تعلو وتتزايد. فالآن تنقسم الآراء حول ما إذا كان يجب إيقاف هذا السباق وغيره من سباقات الخيول، وذلك بسبب القسوة على الخيول، والوفيات المتزايدة لخيول السباق.
حيث يشير تقرير صادر عن “التحالف من أجل حماية خيول السباق” إلى أن عدد الخيول التي نفقت في أيام السباق بلغ 151 حصانًا في العام الماضي.
في نيوزيلندا خلال هذا العام وحتى نهاية شهر يوليو، مات 20 حصانًا إما بسبب حوادث مميتة أو نتيجة القتل الرحيم بعد تعرضهم لإصابات كارثية في مضمار السباق.
أسباب وفاة خيول سباق:
يذكر أنّ من بين أسباب وفاة خيول سباق:
- النوبات القلبية.
- إصابات الرأس الشديدة.
- كسور الأطراف أو تهشيمها.
- النزيف الداخلي.
- الجروح الشديدة في الأوتار.
موقف حملة “إنقاذ الحيوانات من الاستغلال”:
في هذا السياق قالت مديرة حملة “إنقاذ الحيوانات من الاستغلال” إيما برودي لموقع “تشيكبوينت” إنه في حين يتطلع الكثير من الناس إلى الكأس في سباقات الخيول، أو إلى إمكانية الفوز بالمال من المراهنات، فإن نشطاء حقوق الحيوان يريدون حظر جميع سباقات الخيل. وتكمل برودي قائلةً إنه وراء هذا المشهد، تتحمل الخيول ضغوطاً بدنية ونفسية شديدة، وكثيراً ما تكون النتائج مأساوية. فقد مات مائة وواحد وخمسون حصاناً في موسم السباق الأخير في أستراليا، أي بمعدل وفاة كل 2.4 يوماً. وقالت برودي إن جلد أي حيوان آخر سيكون سبباً للملاحقة القضائية، ولكن ذلك مع الأسف لا يشمل خيول سباقات الخيل.
تحول في الرأي العام بشأن سباقات الخيول:
تقول برودي إن من المؤشرات الجيدة أنَّ الرأي العام بدأ يتحول ضد هذه الرياضة. حيث انخفض الدعم العام للسباقات بشكل عام بشكلٍ متزايد على مدى السنوات القليلة الماضية. ففي العام الماضي فقط في أستراليا، أشار تقرير إلى أن 62% من الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا لديهم اهتمام منخفض أو معدوم بهذه السباقات. وكذلك تراجعت التقييمات والرعاية المقدمة من الشركات. وهذا يعكس حقيقة أن اهتمام الناس بحقوق الحيوان يزداد.
حقيقة الأرقام المتعلقة بوفيات الخيول:
في الواقع هذه الأرقام متحفظة للغاية وغير دقيقة إذ لا يتمُّ تسجيل جميع الوفيات. فلا يتمُّ تسجيل حالات الأحصنة التي تموت أثناء العمل على المضمار، أو في التدريب والتجارب. وكذلك لا تحتسب أعداد الأحصنة الذين يموتون قبل أن يتمَّ منحهم اشتراكاً في السباق. ولا الذين يقتلون ويتمُّ التخلص منهم حين يصبح من غير الممكن تسويقهم تجاريًا. لذلك ليس هناك في الواقع صورة دقيقة عن حجم المأساة في مجال سباقات الخيول.
الخيول تدفع الثمن:
كان قد قدر تقرير صادر عن مؤسسة سباقات الخيول الأصيلة في نيوزيلندا في وقتٍ سابقٍ من هذا العام أنَّ القيمة الاقتصادية السنوية في مجال سباقات الخيل تصل إلى نحو 1.3 مليار دولار.
ولكن في الحقيقة إنَّ الخيول هي التي تدفع الثمن الأكبر في مجال سباقات الخيل، فهي تقدم حياتها من أجل لحظة عابرة من الترفيه. وذلك بالإضافة إلى الضرر الناجم عن المقامرة والمراهنات سواء في نيوزيلندا أو أستراليا. إذ ترتفع معدلات العنف الأسري في يوم كأس ملبورن. وبالمقابل هناك عدد لا يحصى من الاحتمالات الأخرى للنمو الاقتصادي والتي لا يكون لها مثل هذ الآثار السيئة سواء على حياة البشر أو الحيوانات.
ما رأي المشاركين في صناعة سباقات الخيول؟
من الجهة المقابلة قال دارين بالكومب، الرئيس التنفيذي للعمليات في سباقات الخيول الأصيلة في نيوزيلندا، إن سباقات الخيول لا تزال هواية شعبية، حيث قدمت هذه الصناعة ما يقرب من 9500 وظيفة في العام الماضي. وكذلك قال إن صناعة السباقات في نيوزيلندا تحظى باعتراف عالمي لجودتها الاستثنائية، ومعايير السلامة المتميزة فيها. وأضاف بالكومب إنهم ملتزمون بالتحسين المستمر، وأكدت الإحصائيات الأخيرة أن نيوزيلندا هي واحدة من أكثر البلدان أمانًا في العالم فيما يتعلق برفاهية الخيول في سباقات الخيول الأصيلة.
في النهاية الجميع بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة من تغييرات، هل ستكون في صالح حماية خيول السباق أم أنَّ السيادة ستكون للربح والمال؟
بالاستناد إلى المصدر: