وفاة حصان بفيروس يصيب الخيول والبشر

تم تأكيد وفاة حصان غير ملقح بفيروس “هيندرا” في كوينزلاند الأمر الذي أثار  مخاوف جديدة بعد 3 سنوات من الغياب. حيث شهدت ولاية كوينزلاند الأسترالية مؤخرًا وفاة حصان غير ملقح نتيجة إصابته بفيروس “هيندرا” (Hendra Virus)، وهو ما أعاد تسليط الضوء على هذا الفيروس القاتل الذي يصيب الخيول والبشر. الحادثة هي الأولى من نوعها منذ عام 2022، وهو ما دفع السلطات إلى التحرك الفوري لاحتواء الخطر والحد من تفشي العدوى.

أول حالة منذ ثلاث سنوات:

في يوم الجمعة الموافق 4 يوليو/تموز 2025، تأكدت إصابة حصان في جنوب شرق كوينزلاند بفيروس هيندرا، بحسب ما أعلنته إدارة الأمن الحيوي في الولاية. الحصان المتوفى لم يكن قد تلقى أي تطعيم ضد الفيروس، وسرعان ما تدهورت حالته إلى أن نفق خلال وقت قصير من ظهور الأعراض.

الجدير بالذكر  أن آخر حالة إصابة بفيروس هيندرا في كوينزلاند سجلت عام 2022 في منطقة ماكاي، بينما لم يتم رصد أي حالة بين عامي 2017 و2022. وهذا يوضح ندرة التفشي لهذا الفيروس، لكن مع ذلك خطورته تبقى قائمة، خاصة على الخيول غير المحصنة.

ما هو فيروس هيندرا؟

فيروس هيندرا هو فيروس نادر لكنه مميت، ينتمي إلى عائلة “باراميكسوفيريدا” (Paramyxoviridae)، وقد تم اكتشافه لأول مرة عام 1994 في منطقة هيندرا بمدينة بريسبان. آنذاك، تسبب هذا الفيروس في وفاة مدرب خيول و13 حصانًا، ما شكل صدمة كبيرة في الوسط البيطري والرياضي الأسترالي.

كيف ينتقل الفيروس؟

فيروس هيندرا هو فيروس نادر لكنه مميت، ينتمي إلى عائلة "باراميكسوفيريدا" (Paramyxoviridae)، وقد تم اكتشافه لأول مرة عام 1994 في منطقة هيندرا بمدينة بريسبان.
فيروس هيندرا هو فيروس نادر لكنه مميت، ينتمي إلى عائلة “باراميكسوفيريدا” (Paramyxoviridae)، وقد تم اكتشافه لأول مرة عام 1994 في منطقة هيندرا بمدينة بريسبان.

ينتقل الفيروس بشكل أساسي من الخفافيش من نوع “الثعلب الطائر” إلى الخيول، ومن ثم قد ينتقل من حصان إلى حصان، أو من حصان إلى إنسان، أو إلى كلب. وتصاب الخيول غالبًا عبر ملامسة فضلات أو لعاب الخفافيش الثعلبية الطائرة المصابة، أو عند شرب الماء أو تناول الطعام الملوث بسوائل هذه الخفافيش.

خطورته على البشر والحيوانات:

على الرغم من أن انتقال الفيروس إلى البشر يعد أمرًا نادرًا، إلا أن نتائجه قد تكون قاتلة. فقد سجلت أربع وفيات بشرية بسبب الفيروس منذ اكتشافه، وقد كان آخرها عام 2009.

حيث يصيب فيروس هيندرا الإنسان بأعراض تشبه الإنفلونزا، تتطور في بعض الحالات إلى التهاب في الدماغ، ما يؤدي إلى صداع شديد، وارتفاع في الحرارة، واضطرابات عصبية، وقد تصل إلى الوفاة. أما في الخيول، فتظهر هذه الأعراض على شكل حمى، وكذلك ارتفاع في معدل ضربات القلب، مع توتر عصبي، وصعوبة في التنفس.

تحرك سريع من السلطات:

بعد تأكيد الإصابة، سارعت إدارة الأمن الحيوي في ولاية كوينزلاند بالتعاون مع وزارة الصحة لإجراء تحقيق شامل. وقد تم كذلك التواصل مع جميع من كانوا على اتصال مباشر أو غير مباشر بالحصان المصاب، من أجل تقييم مدى تعرضهم للخطر.

الدكتورة فيونا تومسون، كبيرة الأطباء البيطريين في الولاية، أكدت أنهم أجروا تتبعًا دقيقًا لكل الخيول والحيوانات الأخرى التي كانت على مقربة من الحصان. كما شددت على أن التنسيق جارٍ مع وزارة الصحة لتقييم الحالة الصحية للبشر الذين خالطوا الحيوان المصاب.

وفي تصريح لها، قالت الدكتورة هايدي كارول، كبيرة مسؤولي الصحة، إن الأشخاص الذين تعرضوا بدرجة عالية للحصان المصاب سيخضعون لاختبارات فيروسية عاجلة.

دعوات للتطعيم والوقاية:

مع انتشار الخبر، جددت الهيئات البيطرية الأسترالية دعواتها لأصحاب الخيول بالإسراع في تطعيم حيواناتهم ضد فيروس هيندرا. وقد أكدت الدكتورة جيما تشاك، رئيسة جمعية الأطباء البيطريين للخيول في أستراليا، أن الوقاية تبقى الخيار الوحيد لحماية الخيول وأصحابها.

حيث قالت: “هذا الفيروس نادر لكنه مدمر. يجب أن يتعاون الأطباء البيطريون وأصحاب الخيول لفرض ممارسات صارمة في الأمن البيولوجي والتطعيم”.

يشار إلى أن اللقاح متوفر حاليًا فقط للخيول، في حين لا يوجد حتى الآن أي لقاح مخصص للبشر ضد فيروس هيندرا. وهذا ما يجعل إجراءات النظافة والتعامل الحذر ضرورية لأي شخص يتعامل مع الخيول.

علامات نقص الأحماض الأمينية عند الخيول
علامات نقص الأحماض الأمينية عند الخيول

توصيات وقائية لأصحاب الخيول:

أوصت وزارة الصحة في كوينزلاند، إلى جانب الهيئات البيطرية، باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية، ومنها:

  • غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا بعد ملامسة الخيول أو معداتها.
  • تغطية الجروح بضمادات مقاومة للماء لتجنب العدوى.
  • ارتداء قفازات ومعدات حماية شخصية عند التعامل مع خيول مريضة.
  • تنظيف الجلد فورًا بالماء والصابون إذا لامس سوائل أو فضلات خيول مصابة.

تفشي الفيروس في أستراليا عبر السنوات:

منذ اكتشافه في التسعينيات، تم تسجيل 66 تفشيًا لفيروس هيندرا في أنحاء متفرقة من أستراليا. أدت هذه الحوادث إلى وفاة نحو 90 حصانًا، بالإضافة إلى أربع وفيات بشرية، مما يجعل الفيروس من أخطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان في القارة.

وتؤكد هذه الأرقام أن الفيروس رغم ندرته، لا يزال يمثل تهديدًا حقيقيًا، خصوصًا في المناطق الريفية التي تنتشر فيها الخيول والخفافيش الثعلبية الطائرة.

خلاصة وتوصيات:

حادثة وفاة الحصان غير الملقح في كوينزلاند أعادت التذكير بخطورة فيروس هيندرا وأهمية التطعيم والوقاية. وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات على آخر حالة مسجلة، فإن الفيروس لم يختف تمامًا، وبالتالي يبقى خطره قائمًا ما دامت الحيوانات معرضة له دون حماية.

التعاون بين الأطباء البيطريين، ومربي الخيول، والسلطات الصحية ضروري لاحتواء المرض ومنع انتشاره في المستقبل. كما يعد التطعيم حجر الأساس في الوقاية، إلى جانب الالتزام الصارم بإجراءات النظافة والسلامة الحيوية.

المصادر:

ABC News Australia

Queensland Department of Health

Australian Veterinary Association

Equine Veterinarians Australia

ما هو الفرق بين الحصان العربي والحصان الإنجليزي وأيهما أفضل؟

الحصان “المحارب” الذي نجا من الحرب العالمية الأولى

مهرجان كبادوكيا على صهوات الخيل وتحت ظلال المناطيد

طالبة إماراتية تطور منظومة ذكية لتحسين العلاقة بين الفارس والخيل

تجربة جودولفين العالمية في سباقات الخيل الحديثة

تفشي فقر الدم المعدي الخيلي يهدد الخيول ما هي أسباب المرض وتداعياته