التهاب الحافر الخريفي التهديد الخفي للخيول

تعد فترة الخريف من الفصول التي تعزز من جمال الطبيعة، لكنه كذلك يحمل تهديداً خفياً للخيول يتعلق بالتهاب الحافر الخريفي.

فبالنسبة للخيول المعرضة للإصابة بالتهاب الحافر، يمكن أن يكون هذا الموسم مليئاً بالمخاطر. حيث يعرف التهاب الحافر بأنه حالة مؤلمة قد تهدد حياة الخيل في حال عدم التعامل معها بالشكل الصحيح. على الرغم من أن العديد من المربين يربطون هذا المرض بالربيع، إلا أن الخريف يحمل أيضاً مخاطر متزايدة لهذه الحالة بالذات، خاصة في الخيول التي تعاني من مشاكل هرمونية أو أيضية. لذا دعونا نستعرض الأسباب والطرق الوقائية للحفاظ على صحة الخيل في هذا الموسم.

أولاً ما هو التهاب الحافر؟

التهاب الحافر هو حالة تتسبب في التهاب الأنسجة التي تربط عظم التابوت بكبسولة الحافر، ما يؤدي إلى انفصال الصفيحتين البشروية والجلدية. هذه الحالة تجعل الحافر أقل استقراراً وقد تؤدي إلى أضرار شديدة إذا لم يتم علاجها بسرعة. ووفقاً للباحثة آنا جارلاند، المتخصصة في فسيولوجيا الخيول بجامعة جيلف الكندية، فإن التهاب الحافر في الخيول ناتج عادة عن خلل في الأيض، ويكون أكثر شيوعاً في الخيول التي تعاني من مشاكل هرمونية مثل اضطرابات الأنسولين.

لماذا يكون الخريف خطراً على الخيول؟

يعد الخريف من الفصول التي تشهد تغيرات كبيرة في البيئة المحيطة بالخيول. أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل هذا الموسم أكثر خطورة هو ارتفاع مستويات السكر في الأعشاب، التي تنمو بشكل أكبر في الأشهر الباردة. في هذا الوقت، تميل الخيول إلى الرعي على الأعشاب التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الأنسولين في الدم. هذا الارتفاع في الأنسولين يحفز التفاعل الالتهابي في الحافر، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الحافر.

إضافة إلى ذلك، يشهد الخريف تحولاً أيضياً لدى الخيول استعداداً لفصل الشتاء، حيث يبدأ الجسم في تخزين الدهون لمواجهة البرد. يرافق هذا التحول زيادة في إفراز الأنسولين، مما يزيد من احتمال إصابة الخيول التي تعاني من مشاكل هرمونية.

التغيرات في نمط حياة الخيل في الخريف:

مع اقتراب موسم الشتاء، تتغير الأنشطة اليومية للخيول. في الصيف، عادة ما تكون الخيول أكثر نشاطاً بسبب رياضات الفروسية والعروض. لكن مع برودة الطقس، يقل النشاط البدني بشكل كبير، ما يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الخيل استعداداً للشتاء. هذا التراكم للدهون يساهم في زيادة مستويات الأنسولين، مما يزيد من خطر التهاب الحافر.

التهاب الحافر هو حالة تتسبب في التهاب الأنسجة التي تربط عظم التابوت بكبسولة الحافر.
التهاب الحافر هو حالة تتسبب في التهاب الأنسجة التي تربط عظم التابوت بكبسولة الحافر.

تأثير التغذية على التهاب الحافر الخريفي:

التغذية تعد عاملا ً محورياً في الوقاية من التهاب الحافر. تشير الدراسات إلى أن زيادة تناول العلف الغني بالكربوهيدرات قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الأنسولين في الدم، ما يعزز من حدوث التفاعل الالتهابي في الحافر. ووفقاً لإريكا ماكون، أستاذة علوم الخيول بجامعة تكساس، يبدأ الخريف بتغيرات في العناصر الغذائية في المراعي بسبب انخفاض درجات الحرارة وقلّة الضوء. وفي أواخر الخريف، قد يؤدي الصقيع إلى بقاء السكر في الأعشاب بشكل مكثف، ما يزيد من المخاطر على الخيول التي تعاني من خلل في تنظيم الأنسولين.

كيفية الوقاية من التهاب الحافر الخريفي؟

لحماية الخيول من التهاب الحافر في الخريف، يجب اتباع مجموعة من الخطوات الوقائية التي تشمل الرعاية الغذائية والتمارين المنتظمة. فيما يلي بعض النصائح الفعّالة:

1. مراقبة حالة الغدد الصماء: يجب على مالكي الخيول التأكد من فحص حالة الغدد الصماء، خاصة في الخيول التي تعاني من مشاكل مثل السمنة أو خلل الأنسولين. حيث أنه من المهم جداً الكشف عن أي اضطراب في الأنسولين أو مشاكل في الغدة النخامية.

2. الحد من تناول الأعشاب الغنية بالسكر: في فصل الخريف، يجب تقليل الوقت الذي تقضيه الخيول في المراعي التي تحتوي على نسبة عالية من السكر. من الأفضل إخراج الخيول في ساعات الصباح الباكر عندما يكون السكر في الأعشاب في أدنى مستوياته.

3. التغذية المتوازنة: يوصي الخبراء بتقليل العلف الغني بالكربوهيدرات، مثل الأعشاب الخريفية الباردة، وزيادة تناول التبن منخفض الكربوهيدرات. يجب أيضاً تقديم مكملات غذائية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية.

4. التمارين الرياضية المنتظمة: رغم انخفاض النشاط البدني في الخريف، يجب على المربين تشجيع الخيول على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، حتى ولو كان ذلك في صورة تمارين خفيفة في الحظيرة الدائرية. التمارين تساعد في تقليل تراكم الدهون وتنظيم مستويات الأنسولين.

5. التعاون مع الخبراء: من المهم أن يعمل المربون عن كثب مع الأطباء البيطريين وحدّادي الخيول وأخصائيي تغذية الخيول لتطوير خطة إدارة تناسب الاحتياجات الفردية لكل حصان. حيث يمكن أن يساعد التعاون مع هذه الأطراف في تحديد أفضل استراتيجيات الوقاية والعلاج.

في الخريف، يمكن أن يكون التهديد بالإصابة بالتهاب الحافر أكثر خطورة من أي وقت آخر في السنة، خاصة بالنسبة للخيول التي تعاني من اضطرابات هرمونية أو أيضية. لكن مع العناية المناسبة والوقاية الفعّالة، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا المرض المؤلم. من خلال مراقبة التغذية، التحكم في مستويات السكر، والحفاظ على نشاط الخيل، يمكن لأصحاب الخيول حماية حيواناتهم من هذا الخطر الموسمي.

المصدر:

TheHorse.com

جودلفين يحصد لقب أفضل مالك ومربٍ للخيول في الولايات المتحدة

أهم 9 اعتبارات صحية للحفاظ على صحة الحصان وسعادته

كيف تساهم الخيول في صمود غزة بوجه الحصار والإبادة؟

مزاد علني لبيع 13 حصان في المزاحمية تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة

وفاة حصان في سباق ميلبروك يثير التساؤلات من جديد