ما هي أمراض القراد التي تُهدد صحة الخيول؟

هناك خطر متزايد يجب أن يعرفه مربو الخيل العرب وهو أمراض القراد التي تُهدد صحة الخيول.

فمع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في مختلف البلاد العربية، يبدأ موسم النشاط الحشري، وعلى رأسه القراد.
قد يبدو القراد حشرة صغيرة لا تستحق القلق، لكن الواقع يثبت أنه من أخطر مسببات الأمراض التي تصيب الخيول، وتؤثر على أدائها وصحتها، بل وقد تهدد حياتها.

في البلدان التي تحتضن مزارع خيول أو ينتشر فيها ركوب الخيل في البرية، مثل السعودية، الإمارات، مصر، المغرب، الأردن وسوريا وغيرها. تزداد كثيراً احتمالات التعرض للقراد، خصوصًا في المراعي المفتوحة أو المناطق القريبة من الغابات.

لماذا يشكل القراد خطرًا على صحة الخيول؟

القراد ليس مجرد حشرة مزعجة. بل هو ناقل صامت لأمراض قد تمر دون تشخيص، خاصة في غياب الفحص البيطري المنتظم. حيث تتغذى حشرة القراد على دم الحيوان، وبالتالي فهي تنقل خلال ذلك بكتيريا وطفيليات قد تسبب أمراضًا خفية أو حادة.

قد يبدو القراد حشرة صغيرة لا تستحق القلق، لكن الواقع يثبت أنه من أخطر مسببات الأمراض التي تصيب الخيول، وتؤثر على أدائها وصحتها، بل وقد تهدد حياتها.

ففي الولايات المتحدة، سجلت حالات كثيرة من أمراض تسببها أنواع مختلفة من القراد. وبينما تختلف الأنواع من منطقة لأخرى، إلا أن بعضها بدأ يظهر في مناطق جديدة، ولذا فمن المحتمل ظهوره في العالم العربي خاصة مع تنقل الحيوانات واستيراد الخيول.

أبرز الأمراض التي ينقلها القراد والتي قد تُصيب الخيول في الوطن العربي:

1. داء الأنابلازما:

هذا الداء يسببه ميكروب يهاجم خلايا الدم البيضاء.
حيث تظهر الأعراض فيه على شكل حمى، خمول، تورم في الأطراف وصعوبة في الحركة. وبالرغم  من أنه قد رُصد بشكل واسع في أمريكا، إلا أن خطر انتقاله إلى بيئات أخرى وارد.

2. داء لايم (Lyme Disease):

رغم انتشاره الأكبر عند البشر والكلاب، إلا أنه يصيب الخيول أيضًا. يسبب داء لايم فقدان وزن، التهابات مفصلية، وعرج متنقل. وللأسف يصعب تشخيصه بدقة، وغالبًا ما يُكتشف بعد تفاقم الأعراض.

3. داء بيروبلازم الخيل (Babesiosis / Theileriosis):

هو المرض الأكثر احتمالًا في العالم العربي، حيث سُجلت حالات منه في مصر ودول شمال أفريقيا. هذا المرض ينقله القراد ويُسبب فقر دم شديدًا، خمول، اصفرار الأغشية المخاطية، وأحيانًا موتًا مفاجئًا.
وقد ينتقل أيضًا عن طريق أدوات حقن ملوثة، أو تزاوج غير مراقب.

4. أمراض نادرة مثل التولاريميا وشلل القراد:

هي أمراض نادرة لكنها ممكنة الحدوث، خاصة مع ظهور أنواع جديدة من القراد في بعض الدول، أو استيراد خيول من بلدان موبوءة.

هل يوجد “قراد أجنبي” قد ينتشر في الدول العربية؟

ظهر في السنوات الأخيرة نوع من القراد الغازي يُعرف باسم “القراد الآسيوي طويل القرون” (Haemaphysalis longicornis)، وقد رُصد في دول كأمريكا وأستراليا.
هذا النوع يتكاثر بسرعة كبيرة دون الحاجة لتزاوج، وينتشر بسهولة عبر الماشية والخيول.
ورغم عدم تسجيل أمراض مؤكدة لدى الخيول في أمريكا بسببه حتى الآن، إلا أن التجربة في بلدان آسيوية أظهرت أن له قدرة على نقل أمراض خطيرة، منها:

  • البابيزيا
  • الأنابلازما
  • فقر دم قاتل.

ومع تصاعد حركة التجارة بين الدول، فإن دخوله إلى العالم العربي قد يكون مسألة وقت، ما لم تتخذ إجراءات وتدابيى رقابية وقائية وفحوص بيطرية صارمة.

كيف تحمي خيلك من خطر القراد؟

يجب على كل مربي خيل أو مالك اسطبل أو فارس هاوٍ أن يتخذ إجراءات وقائية، خاصة مع بداية الصيف. أهم هذه الإجراءات:

1. إجراءات بيئية:

من أهمها:

  • قص الحشائش في محيط الاسطبل أو المزرعة
  • إزالة الأعشاب الجافة ومخلفات الأوراق
  • منع اختلاط الخيول بالحيوانات البرية كالثعالب أو القوارض
  • تنظيف مناطق التمرين ومضامير التدريب بانتظام
خطوات علاج إصابات الخيول الرياضية

2. فحص الخيل يوميًا:

  • يجب فحص الخيل يومياً مع التركيز على أماكن اختباء القراد: تحت الذيل، حول الأذنين، بين الأرجل، تحت البطن.
  • استخدام مبيدات حشرية موثوقة، مخصصة للخيول
  • استشارة طبيب بيطري في حال الشك بظهور أعراض مثل الخمول أو العرج

3. لا تُهمل الأعراض المبكرة لأي مرض:

  • فقدان الشهية، أو تغير السلوك.
  • تورم مفاجئ في الأطراف.
  • نزول الأداء أثناء التمارين.
    كلها مؤشرات قد تستدعي فحصًا بيطريًا للدم واختبار الأمراض المنقولة بالقراد.

دور الأطباء البيطريين في الحفاظ على صحة الخيول:

للأسف، كثير من المربين لا يملكون ثقافة كافية عن أمراض القراد، ولا يجرون فحوصًا دورية للخيول. وهنا تبرز الحاجة إلى التوعية البيطرية، وتنظيم حملات توجيهية في الأندية ومزارع الخيول. كما يجب أن يشجع ملاك الخيل على التبليغ عن أي حالات اشتباه، وأن تتاح إمكانية تحليل القراد عند مراكز متخصصة أو مختبرات بيطرية.

خلاصة موجهة لعشّاق الخيل العرب:

لا تجعل من حجم الحشرة سببًا للاستهانة بخطرها.
القراد ليس فقط مصدر إزعاج، بل هو أيضاً ناقل خطير لأمراض كثيرة تهدد الخيول بشكل عام في كل مكان ومن بينها الوطن العربي.. وكما هو معروف فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج والوقاية هنا تبدأ من فحص بسيط، وتنتهي بخيل صحي، قوي، وأصيل كما يجب أن يكون.

المصدر:

thehorse

ما هي الصفات المطلوبة في مروض الخيول الناجح؟

أهم الاستراتيجيات الغذائية للخيول الرياضية

رحلة تطور رياضة الفروسية في الخليج والسعودية من التراث إلى العالمية

النحل يقتل 3 خيول!