في ساحة الفروسية السعودية، تبرز الفارسة مضاوي القحطاني كواحدة من أبرز النماذج النسائية الملهمة. فقد حصلت على رخصة “خيال” (جوكي)، لتكون بذلك أول فارسة سعودية تحقق هذا الإنجاز. إضافة لذلك، فقد نالت رخصة تدريب قفز الحواجز من الاتحاد السعودي للفروسية، الأمر الذي يؤهلها لتكون مدربة محترفة .

كيف ابتدأت مضاوي القحطاني في قصتها مع الخيل؟

بدأت مضاوي القحطاني ممارسة ركوب الخيل قبل أكثر من 15 سنة، أي نحو العام 2006،  ومن ثم شغفها هذا تحوّل إلى التزام جاد.  حيث عرفت طريقها إلى الميدان عبر الاجتهاد المستمر، وذلك على رغم الإصابات التي تعرضت لها، والتي تركت أثرًا واضحًا عليها يظهر بقوة إرادتها.

السباقات والحصول على رخصة “خيال”:

في مارس 2021، امتلكت مضاوي رخصة خيال لتصبح بذلك أول امرأة سعودية تحمل مثل هذه الرخصة رسميًا. وذلك بالإضافة إلى مشاركتها في سباقات “ميدان الجنادرية”. حيث شجّعها رئيس لجنة المسابقات السعودية أحمد الراشد، معتبرًا أن هذا الإنجاز الذي حققته هو إنجاز يفخر به الوطن بأكمله. وقد شاركت شقيقتها أريج بعض اللحظات من استعدادها للسباق عبر منصة إكس تويتر سابقاً، معلنة فخرها بمشاركتها الأولى.

مضاوي القحطاني فارسة تتخطى الإصابات بصلابة:

في يونيو 2021، خضعت الفارسة مضاوي القحطاني لعملية جراحية من أجل علاج كسور في فقرات الرقبة نتيجة إصابة حصلت لها أثناء التدريب الصباحي. وعلى الرغم  من المخاطر والإصابات المتكررة، إلا أن هذا لم يمنعها من التقدم، بل أكملت مسيرتها بحماس جديد .

خبرتها في قفز الحواجز:

تدرّبت الفارسة مضاوي في  رياضة قفز الحواجز، وهي رياضة تتطلب توازنًا ودقة عالية. وقد نالت رخصة تدريب بهذه الرياضة من الاتحاد السعودي، الأمر الذي أكسبها تأهيلاً احترافيًا ممتازًا. حيث أنها في عام 2019، حققت المركز الثاني في بطولة محلية للقفز، وهذا ما يدل ويؤكد على كفاءتها داخل الساحة الفروسية النسائية في السعودية.

مدرسة مضاوي النسائية:

في عام 2016، أسست الفارسة مضاوي القحطاني أول مدرسة نسائية لركوب الخيل في الجنادرية. وقد هدفت من خلالها إلى تمكين الفتيات وتأسيسهن على أسس صحيحة ومهنية. حيث أنها تعمل على تنظيم التدريبات بأسلوب منهجي يغطي قفز الحواجز والسباقات وسباقات التحمل.

الهدف والتأثير المجتمعي الذي أحدثته:

ترى الفارسة مضاوي أن التأسيس الحقيقي يبدأ من التعليم والتدريب. وهي لذلك تعمل على إعداد الفارسات الصغيرات، وتعتبر أن التحدي الأكبر هو بناء بيئة داعمة للفارسات المستقبليات. وهي تسعى لصقل جيل لديه الأدوات اللازمة، ومجتمع يقدّر دوره في المنافسات الوطنية والدولية على حد سواء.

مشاركاتها في المهرجانات الوطنية:

مثّلت مضاوي القحطاني المرأة السعودية في مهرجان الجنادرية عبر مهرة باسم “إستراتيجيا”، لتكون بذلك أول فارسة تشارك به ضمن فئة النساء . لم تكتفِ بذلك، بل شاركت ضمن عرض الفارسات في مهرجان سوق عكاظ بالطائف، إلى جانب فرسان الرجال، ضمن تشكيلات أمام جمهور كبير .

تعزيز دور المرأة السعودية في الفروسية:

يساهم عمل الفارسة مضاوي وتأسيسها لمدرستها النسائية في تعزيز حضور المرأة السعودية في عالم الفروسية.  وهي بذلك تجسد نموذجًا للمرأة التي لا تبحث فقط عن المشاركة، بل تسعى لصنع الفرق. فضمن رؤية السعودية 2030، تشكل قصة مضاوي جزءًا داعماً وفاعلاً من جهود تمكين المرأة في الرياضة والثقافة.

الطموحات المستقبلية للفارسة:

تطمح الفارسة مضاوي إلى نقل خبراتها إلى الفارسات الشابات، ومراقبة تطورهن لتحقيق انطلاقة قوية نحو البطولات. كما أنها تسعى لتبادل الخبرات أكاديميًا مع الجهات الرسمية، والاستفادة من المعايير الدولية. حيث أن هدفها أن تصبح  مدرستها هي المدرسة التي تخرج بطلات قفز الحواجز، وفارسات سباقات محترفات، ومثالًا يحتذى.

إن الفارسة مضاوي القحطاني تشكل نموذج ملهم في سماء الفروسية السعودية. فبداية من حصولها على رخصتيّ “خيّال” و”مدربة قفز”، ووصولاً إلى تأسيس أول مدرسة نسائية، تعتبر هذه الفارسة رمزًا لقوة الإرادة. قارعت الإصابات، تقدمت في الساحة، وأنشأت بيئة مثالية للفارسات الواعدات. وهي تسعى حاليًا لصقل مواهيدب وقدرات الجيل الجديد من الفارسات من أجل تمثيل المرأة السعودية بدرجة عالية من الاحترافية في المحافل الدولية. كما أنها تبشر بأن ميدان الفروسية سيشهد حضورًا نسائيًا متناميًا وأثرًا حقيقيًا على المستويات كافة.

كيف تحافظ على وزن حصانك خلال الطقس الحار؟

العناية بأسنان الحصان شرط أساسي لصحته وتحسين أدائه اليومي

كيف تحول الحصان المنغولي المهدد بالانقراض إلى رمز عالمي للحياة البرية؟

أول فارسة في الصومال .. المرأة التي كسرت التقاليد وامتطت الحصان

إيقاف فارس أسترالي شهير بسبب فيديو يظهر إساءة لحصان أثناء التدريب

من عالم السباقات إلى مراكز العلاج ..قصة حصان تجاوز التهميش ليصبح مصدر أمل

ما الذي يحاول أن يقوله لك حصانك؟ دراسة جديدة تكشف المزيد عن عالم الخيول

قصة كيبريوس الحصان الذي عاد من الموت ليصبح أسطورة في سباقات التحمل