كيف يتم انتقال فيروس فقر الدم المعدي الخيلي (EIA)؟ وما هي التحديات والإجراءات الوقائية للتعامل مه هذا المرض الخطير؟
فيروس فقر الدم المعدي الخيلي (Equine Infectious Anemia – EIA) هو مرض فيروسي يصيب الخيول، ويعد من أخطر الأمراض التي تؤثر على صحة الخيول على مستوى العالم. يظهر هذا الفيروس بشكل خاص في الخيول البرية والأليفة على حد سواء، ويشكل تهديداً كبيراً على صحة القطعان وقطاع تربية الخيول. فما هي طرق انتقال هذا الفيروس، وأعراضه، وكيف يمكن الوقاية منه؟
ما هو فيروس فقر الدم المعدي الخيلي؟
ينتمي فيروس فقر الدم المعدي الخيلي إلى عائلة الفيروسات الرجعية، ويصيب الخيول عن طريق العدوى التي تنتقل بشكل رئيسي عبر الحشرات الناقلة للفيروس، مثل ذباب التابانيد. يعرف الفيروس أيضاً باسم “حمى المستنقعات” بسبب انتشاره في مناطق ذات بيئات رطبة. يظهر الفيروس عادة في ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الحادة، والمرحلة المزمنة، والمرحلة الخفية، وكل منها يختلف في شدته وأعراضه.
طرق انتقال الفيروس:
يتنقل فيروس فقر الدم المعدي الخيلي بعدة طرق رئيسية:
أولاً ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق الحشرات التي تلدغ الخيول، مثل ذباب التابانيد، الذي يمكنه نقل الفيروس بين الخيول المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للفيروس الانتقال عبر انتقال دم ملوث أو أدوات طبية ملوثة مثل الإبر أو المعدات الجراحية غير المعقمة. وفي حالات نادرة، يمكن أن يحدث انتقال الفيروس عبر الإفرازات الجسدية للخيول المصابة.
اكتشاف جديد الفيروس ينتقل باستخدام أدوات طبية ملوثة:
في الآونة الأخيرة، اكتشف الباحثون أن هناك شكلاً آخر من الانتقال، وهو الانتقال الطبي المنشأ. يحدث هذا عندما يتم استخدام أدوات طبية ملوثة، مثل القسطرة أو محاليل ملحية متعددة الجرعات، مما يؤدي إلى انتشار الفيروس بين الخيول. وهذا التهديد يشكل تحدياً إضافياً في مكافحة الفيروس ويستدعي تطبيق تدابير أمان بيولوجي صارمة في البيئات البيطرية.
الأعراض السريرية لفيروس فقر الدم المعدي الخيلي:
تنقسم الأعراض السريرية لفيروس فقر الدم المعدي الخيلي إلى ثلاث مراحل كما ذكرنا:
1. المرحلة الحادة: تبدأ أعراض الفيروس في هذه المرحلة بارتفاع حاد في درجة الحرارة، وقد يصاحبها انخفاض في عدد الصفائح الدموية في الدم، مما يؤدي إلى النزيف والكدمات. حيث تظهر بقع جلدية صغيرة نتيجة لتسرب الدم من الشعيرات الدموية، وقد يعاني الحصان من توعك عام.
2. المرحلة المزمنة: في هذه المرحلة، تتكرر الأعراض بشكل متقطع وتكون أقل حدة. قد تظهر الحمى من وقت لآخر، مع انخفاض مستمر في عدد الصفائح الدموية، وقد تظهر بعض العلامات الأخرى مثل فقدان الوزن والتورم.
3. المرحلة الخفية: تعد المرحلة الأكثر خطورة، حيث لا تظهر أي أعراض سريرية على الحصان، رغم أنه يبقى حاملاً للفيروس ويستطيع نقل العدوى إلى الخيول الأخرى.
تشخيص فقر الدم المعدي الخيلي:
يعد اختبار كوغينز (Coggins Test) هو الأداة الرئيسية لتشخيص فيروس فقر الدم المعدي الخيلي. يعتمد هذا الاختبار على فحص الدم للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس. منذ تطويره في السبعينات من القرن الماضي، أصبح اختبار كوغينز هو المعيار الذهبي لتشخيص الفيروس في الخيول.
علاوة على ذلك، توجد اختبارات أخرى مثل اختبار الإليزا (ELISA) التي تكشف عن الأجسام المضادة للفيروس. يجب أن يكون لدى الخيول شهادة سلبية لاختبار فيروس فقر الدم المعدي الخيلي قبل المشاركة في فعاليات الخيول أو عبور الحدود بين الولايات.
الوقاية من فيروس فقر الدم المعدي الخيلي:
تعد الوقاية من فيروس فقر الدم المعدي الخيلي أمراً هاماً وحيوياً للحفاظ على صحة الخيول ومنع انتشار المرض. ولتحقيق ذلك يجب أن يكون هناك فحص دوري للخيول، خاصة الجديدة منها، وذلك باستخدام اختبار كوغينز بشكل سنوي. كما يجب أن يتخذ مربو الخيول تدابير صارمة من أجل الحد من التعرض للذباب الناقل للفيروس وذلك من خلال استخدام المبيدات الحشرية وتهيئة البيئات النظيفة للخيول.
إجراءات الحجر الصحي:
في حال ظهور حالات إصابة في مزرعة أو حظيرة، يجب وضع الخيول المشتبه في إصابتها في الحجر الصحي لفترة تتراوح بين 30 و60 يوماً مع إعادة اختبارها للتأكد من سلبية نتائج الفحص. أما في حالة الخيول المصابة فيجب عزلها بشكل دائم عن باقي الخيول بمسافة لا تقل عن 200 ياردة.

التوعية والإرشاد البيطري:
يشكل الأطباء البيطريون دوراً كبيراً في توعية المربين والمالكين حول مخاطر الفيروس وطرق الوقاية منه. كما يجب أن يلتزم المربون بإجراءات الأمن الحيوي، مثل تعقيم الأدوات الطبية بشكل دوري، واستخدام إبر ومعدات جراحية فردية لكل حصان لتجنب انتقال العدوى.
تأثير فيروس فقر الدم المعدي الخيلي على صناعة الخيول:
تؤثر الإصابة بفيروس فقر الدم المعدي الخيلي بشكل كبير على صناعة الخيول، سواء من الناحية الاقتصادية أو النفسية. حيث يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى فقدان الخيول المصابة أو تقليل إنتاجها في حال إصابتها في مراحل متقدمة. كما أن الحجر الصحي والعزل الإجباري للخيول المصابة يتسبب في تدهور الأداء الاقتصادي للمزارع. بالإضافة إلى أنه في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس فقر الدم المعدي الخيلي إلى صعوبة في بيع الخيول المصابة أو التي تحمل الفيروس بشكل خفي، مما يقلل من قيمتها التجارية ويزيد من الخسائر.
تهديد رئيسي لصحة الخيول:
رغم التقدم في مجال الأبحاث البيطرية، إلا أن فيروس فقر الدم المعدي الخيلي لا يزال يشكل تهديداً رئيسياً لصحة الخيول. وإحدى هذه التحديات الرئيسية هي في ظهور حالات إصابة جديدة في مناطق غير متوقعة، مثل الحالات الأخيرة في تكساس التي أظهرت انتقال الفيروس عن طريق القسطرة الملوثة. علاوة على ذلك، فإن المقاومة الفيروسية وظهور سلالات جديدة قد يجعل من الصعب تطوير لقاح فعال لهذا الفيروس. بالتالي، تظل الحاجة إلى البحث المستمر عن طرق جديدة للكشف عن الفيروس وطرق فعالة للوقاية منه أمراً حيوياً لمكافحة المرض بشكل نهائي.
فيروس فقر الدم المعدي الخيلي هو تهديد دائم لصحة الخيول ويجب على جميع المربين وأطباء البيطرة التعامل معه بجدية. يتطلب الأمر اتخاذ تدابير وقائية صارمة، من بينها الفحص الدوري للخيول، والسيطرة على انتشار الذباب الناقل للفيروس، وتحقيق معايير أمان بيولوجي عالية في بيئات العيادات والمزارع. إذ يظل التحسين المستمر في فهم آليات انتقال الفيروس وابتكار أساليب جديدة للتشخيص والعلاج أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الخيول في المستقبل.
المصدر:
theHorse.com
حرفة البيطار.. مهنة تجمع بين القوة والرحمة في التعامل مع الخيول
حين يكون الشفاء على ظهر حصان..!
تصميم مضامير سباق أكثر أماناً للخيول والفرسان
السعودية تحقق نجاحاً في إعلان خلوها من مرض الخيول الأفريقية
أول مسار رملي لركوب الخيل في دبي في حتّا
في الحرب الأوكرانية الروسية هل تنجح الخيول في مواجهة المسيرات؟





Leave a Reply