انطلاق التبوريدة في تيزنيت ضمن مهرجان تيميزار

انطلقت عروض “التبوريدة” في مدينة تيزنيت وذلك ضمن مهرجان تيميزار للفضة 2025.  هذه العروض كانت قد انطلقت ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان تيميزار للفضة، الذي يستمر إلى غاية يوم 20 يوليوز(يوليو) الجاري. وقد تحولت بفضل هذه الفعاليات فضاءات المدينة إلى ساحات نابضة بأصوات البارود وزغاريد النساء وهتافات الجمهور، في مشهد أعاد الاعتبار لأحد أبرز رموز الفروسية الشعبية المغربية.

فن عريق معترف به دوليًا:

تعد “التبوريدة” أو “الفانتازيا” فنًا تراثيًا مغربيًا عريقًا تعود جذوره إلى القرن السادس عشر، وهو يحاكي بتفاصيله العروض العسكرية التي كانت تقام في المناسبات القبلية. حيث يشارك في كل “سربة” ما بين 15 إلى 25 فارسًا، وهم يرتدون زيًا تقليديًا ويحملون بنادق تقليدية، يتقدمهم “المقدم” الذي يقود تنسيق الحركات والانطلاقات الخاصة بالسربة.

ويتألف العرض من مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى تعرف بـ”الحدة”، حيث يتقدم الفرسان بخطى بطيئة ومتناسقة، والثانية هي لحظة الانطلاقة السريعة متبوعة بإطلاق جماعي للنار، يشترط أن يكون متزامنًا ومتناغمًا فهذا ما يعتبر من اهم عوامل نجاح العرض.

وقد اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بهذا الفن في ديسمبر 2021، حيث أدرجته ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، لما يحمله من رمزية ثقافية واجتماعية في المجتمع المغربي.

حضور جماهيري يشمل عائلات وزوار:

شهدت ساحة العروض في مدينة تيزنيت حضورًا جماهيريًا كبيرًا، ضم عائلات وزوارًا قدموا من مختلف أقاليم جهة سوس ماسة، لمتابعة عروض التبوريدة التي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى. وقد تفاعل الجمهور بقوة مع كل طلقة بارود جماعية، رافعين الزغاريد والهتافات، وسط أجواء احتفالية وحماسية.

وقد أكد كذلك منظمو المهرجان في تصريحات صحفية أن هذه العروض ليست فقط فرجة شعبية، بل هي تمثل رسالة موجهة إلى الأجيال الصاعدة من أجل تعزيز الارتباط بالتقاليد التراثية، وتثبيت الهوية الثقافية المغربية في الذاكرة الجماعية.

أهداف مهرجان تيميزار:

يسعى مهرجان تيميزار، إلى جانب تسليطه الضوء على الحلي الفضية التي تشتهر بها تيزنيت، إلى ترسيخ وجود الفروسية التقليدية ضمن المشهد الثقافي الوطني، وتوفير فضاء مناسب للجمعيات الشبابية المهتمة بهذا الموروث للتلاقي والتنافس.

حيث يشرف على المهرجان جمعية “تيميزار” بشراكة مع الجماعة الترابية لتيزنيت والمجلس الإقليمي ومجلس جهة سوس ماسة، إضافة إلى فعاليات اقتصادية وثقافية. حيث يخصص فضاء التبوريدة لتقديم عروض يومية تجمع بين الدقة والانضباط، وتمثل اختبارًا عمليًا للفرسان وسربهم.

خطوات علاج إصابات الخيول الرياضية

وقد أصبحت عدة “سربات” تنتمي للجهة تحقق نتائج متقدمة على الصعيد الوطني، من خلال مشاركتها في مباريات رسمية ومهرجانات كبرى، ما يعزز مكانة سوس ماسة كأحد معاقل التبوريدة بالمغرب.

اتفاقية للحفاظ على التبوريدة:

في سياق موازٍ، شهدت العاصمة الرباط في فبراير 2025 توقيع اتفاقية هامة بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والشركة الملكية لتشجيع الفرس (SOREC)، وجمعيات فنية ومهنية، من أجل حماية وتثمين فن التبوريدة ودعم الحرفيين المرتبطين بهذا الفن.

حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى:

  • تعزيز قدرات الحرفيين في مجالات التطريز والجلد والحدادة المتعلقة بتجهيزات كل من الفارس والحصان.
  • إدماج الحرف التقليدية ضمن سلاسل الإنتاج المرتبطة بالفروسية.
  • دعم تنظيم مسابقات جهوية ووطنية لتحفيز الابتكار في العرض الفني.
  • نقل المهارات إلى الأجيال الصاعدة من خلال ورشات تكوين.

وقد أكد المدير العام لـ SOREC، عمر سكالي، أن الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى حماية مكونات الثقافة المغربية الأصيلة، وتحويلها إلى رافعة اقتصادية ومجتمعية.

علاج الإجهاد الحراري عند الحصان
علاج الإجهاد الحراري عند الحصان

التبوريدة ما بين التراث والتحديث:

رغم طابعها التقليدي، إلا أن التبوريدة تخضع اليوم لمحاولات تطوير متواصلة، سواء على مستوى العتاد، أو أساليب التدريب، أو من خلال إدماج العنصر النسائي في بعض السربات. وبالتالي يمثل مهرجان تيميزار فرصة لإبراز هذه الدينامية، خصوصًا من خلال الانفتاح على جمهور واسع وتوفير فضاءات للعروض طيلة أيام المهرجان.

وقد عبر عدد من الحرفيين المشاركين في المهرجان عن ارتياحهم لمستوى التنظيم، والإقبال الكبير من طرف الزوار على منتجات الفضة المعروضة، إلى جانب تفاعلهم مع عروض التبوريدة، فيما يشكل تجسيداً لتكامل التراث المادي واللامادي في فضاء واحد.

المصادر:

أكادير 24

Barlaman Today

Wikipedia

خمسة من أشهر الفرسان في عالم سباق الخيل

فن قفز الحواجز: ما هي قواعد أداء الخيول والفرسان؟

التبوريدة في تارودانت تنشط السياحة وتعزز التراث

كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة يتألق في هامبورغ الألمانية اليوم

تركيا تدخل سوق الخيول العربية الأصيلة وتحقق أرباحاً قياسية في أول تجربة

فوز تاريخي لقطر في سباق الخيول العربية الأصيلة