تم تأكيد وجود إصابة بمرض “اختناق الخيول” في مضمار سباق بيلمونت ستيكس ساراتوجا. ففي 29 مايو 2025، تأكدت إصابة مهر أصيل يبلغ من العمر عامين بحالة مرض “الاختناق” Strangles، وذلك في الحظيرة رقم 85 بمضمار سباق ساراتوجا، الواقع في مقاطعة ساراتوجا، بولاية نيويورك. هذا الإعلان أثار حالة من القلق في أوساط ملاك الخيول والمدربين والمربين، نظراً لطبيعة المرض شديدة العدوى وآثاره الخطيرة على صحة الخيول.

نقل المهر المصاب إلى مستشفى “رود آند ريدل” للخيول يوم 28 مايو لتشخيص حالته ومعالجة أعراض تنفسية ظهرت عليه. بدأ الفريق البيطري علاجه مباشرة، ثم نقل لاحقًا إلى منشأة خاصة لاستكمال العناية الطبية. هذه الإجراءات السريعة تهدف إلى احتواء المرض ومنع انتشاره لباقي الخيول داخل المنشأة.
فرض الحجر الصحي في السباق:
فرضت إدارة مضمار ساراتوجا الحجر الصحي الكامل على الحظيرة رقم 85. كما تم تعيين حراسة أمنية دائمة على مدار الساعة لحماية محيط الحظيرة. وبالإضافة إلى ذلك تتعرض الخيول داخل هذه الحظيرة للفحص اليومي والذي يكشف عن درجات الحرارة، حيث انها تساعد في الكشف المبكر عن أي علامات عدوى محتملة.
وقد منعت السلطات جميع الخيول الخاضعة للحجر من المشاركة في أي سباقات أو تدريبات مشتركة. وخصصت لهذه الخيول أوقات تدريب منفصلة في مضمار أوكلاهوما، حيث تبدأ بعد العاشرة صباحًا، عقب انتهاء تمارين باقي الخيول.
إن هذه الإجراءات تعكس مستوى التأهب العالي، وحرص السلطات المختصة على تفادي تفشي العدوى في بقية أنحاء المضمار أو في منشآت التدريب المجاورة.
ما هو مرض الاختناق في الخيول؟
مرض الاختناق أو Strangles هو مرض بكتيري شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي العلوي للخيول. يسببه نوع فرعي من بكتيريا Streptococcus equi يُعرف بـ equi. ينتقل المرض عبر الاتصال المباشر بين الخيول أو عن طريق الأسطح الملوثة.
تكمن خطورة المرض في أن الخيول المصابة قد لا تظهر أي أعراض واضحة، لكنها مع ذلك تبقى ناقلة للعدوى. كما تظل الخيول المتعافية قادرة على نقل المرض لمدة قد تصل إلى ستة أسابيع، ما يزيد من صعوبة السيطرة على تفشيه.
الأعراض السريرية المرتبطة بالاختناق:
تظهر على الخيول المصابة أعراض مختلفة، من بينها:
- ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى)
- تضخم أو خراج في الغدد الليمفاوية
- إفرازات أنفية كثيفة
- سعال أو صفير أثناء التنفس
- صعوبة في البلع
- تورم في العضلات.
هذه الأعراض قد تتفاوت في شدتها بين حصان وآخر، وتعد مؤشرات حاسمة لتشخيص الحالة.
كيف يشخّص ويعالج هذا المرض؟
يعتمد الأطباء البيطريون على اختبارات دقيقة لتشخيص المرض، أبرزها اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR). يجرى الاختبار باستخدام عينات مأخوذة من إفرازات الأنف أو من خُراج في الرقبة أو الفكين.
في الحالات الخفيفة، يعالج الطبيب الحصان بناءً على الأعراض الظاهرة فقط. أما في الحالات الشديدة، فقد تستخدم المضادات الحيوية، لكن الأطباء يحذرون من الإفراط في استخدامها، لأنها قد تمنع الحصان من تكوين مناعة طبيعية ضد العدوى مستقبلاً.
غالبًا ما تتعافى الخيول من الإصابة خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع. لكن في بعض الحالات، قد تمتد فترة النقاهة، خاصة إذا حدثت مضاعفات.
هل يوجد لقاح فعّال؟
يتوفر لقاح ضد بكتيريا الاختناق، لكنه لا يوفر حماية تامة دائمًا. بعض الخيول قد تظل عرضة للإصابة حتى بعد التلقيح. لذلك ينصح دائمًا باتباع بروتوكولات الأمن الحيوي الصارمة، خاصة في منشآت التدريب والسباقات.
أهمية اتخاذ تدابير الوقاية:
الوقاية هي خط الدفاع الأول ضد مرض الاختناق. تشمل هذه الإجراءات الوقائية ما يلي:
- حجر الخيول الجديدة لمدة لا تقل عن 14 يومًا
- تعقيم الأسطح والأدوات المستخدمة بشكل يومي
- منع الاختلاط بين الخيول الجديدة والمقيمة
- مراقبة درجات حرارة الخيول بانتظام
- استخدام معدات منفصلة لكل حظيرة
تقلل هذه الإجراءات من فرص انتقال العدوى، وتسهم في الحفاظ على صحة الخيول داخل الإسطبلات والمضامير.
دور مركز اتصالات أمراض الخيول EDCC:
يحظى هذا الحدث بمتابعة دقيقة من مركز اتصالات أمراض الخيول (EDCC)، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية تقدم معلومات موثقة عن أمراض الخيول. يتلقى المركز دعماً من قطاعات الطب البيطري والصحة العامة، ويعتمد على التبليغات الرسمية والمخبرية لتحديث قواعد البيانات ومساعدة المعنيين بالقطاع.
يساهم برنامج EDCC Health Watch في نشر معلومات دقيقة وفورية عن تفشي الأمراض، ما يتيح للمدربين والملاك والجهات البيطرية اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة والوقائع.
دروس مستفادة من حادثة ساراتوجا:
تكشف حادثة ساراتوجا عن أهمية الفحص الدوري للخيول، حتى تلك التي لا تظهر عليها أية أعراض. كما يؤكد الخبراء أن الاكتشاف المبكر لحالات الاختناق يحد من انتشاره، ويمنع تأثيره على جدول السباقات أو خطط التدريب.

كذلك تسلط هذه الحادثة الضوء على الحاجة إلى تحديث بروتوكولات الأمن الحيوي داخل مضامير السباقات الكبرى. فكلما كانت الإجراءات الاستباقية قوية، قلّ خطر تفشي الأمراض المعدية.
إن مرض “الاختناق” لا يزال يشكل تهديدًا صحيًا للخيول، خصوصًا عندما تتواجد في بيئات مزدحمة كمضامير السباقات. لكن الإدارة السليمة، والتدخل الطبي الفوري، واتباع تعليمات الأمن الحيوي، كلها عوامل حاسمة تساهم بشكل كبير في تقليل انتشار العدوى.
كذلك تبقى الوقاية، والتوعية المستمرة، والتنسيق بين الجهات البيطرية، أدوات فعالة لضمان صحة الخيول وسلامة القطاع بأكمله.
المصادر:
TheHorse.com – “Strangles Case Confirmed at Saratoga Race Course”
Equine Disease Communication Center – https://equinediseasecc.org
American Association of Equine Practitioners – https://aaep.org
أهم الاستراتيجيات الغذائية للخيول الرياضية
سباق بريكنس ستيكس للخيول ثاني جولات التاج الأمريكي
من عالم السباقات إلى مراكز العلاج ..قصة حصان تجاوز التهميش ليصبح مصدر أمل
ما الذي يحاول أن يقوله لك حصانك؟ دراسة جديدة تكشف المزيد عن عالم الخيول
كاواساكي تكشف عن حصان آلي يعمل بالهيدروجين والذكاء الاصطناعي
Leave a Reply