في السنوات الأخيرة، شهدت الدول العربية اهتمامًا متزايدًا بالعلاج بالخيل كوسيلة فعّالة لتحسين الصحة النفسية والجسدية. حيث يمكن لهذا العلاج أن يكون فعالاً ومفيداً للعديد من الأمراض خاصة للأطفال المصابين بالتوحد، الشلل الدماغي، واضطرابات النمو. ويعرف هذا النوع من العلاج باسم “العلاج التأهيلي بالخيل” أو “الهايبوثيرابي”. وهو يعتمد على التفاعل الحركي والعاطفي بين كل من المريض والحصان وذلك من أجل تحفيز الجهاز العصبي وتعزيز التوازن والثقة بالنفس.
السعودية رائدة في العلاج بالخيول في الوطن العربي:
تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في تطبيق برامج العلاج بالخيل.
مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية:

ففي مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، يتم استخدام الخيول من أجل العمل على تحسين قدرات الأطفال الحركية، حيث تساهم هذه البرامج في تقوية العضلات، وتحسين التوازن، وتعزيز التنسيق الحركي. وقد لاحظ الفريق الطبي تحسنًا ملحوظًا في حالات الشلل السفلي، إذ يتم التركيز فيها على استقامة الظهر والاتزان أثناء الجلوس أو محاولة الوقوف، وقوة الجذع.
مركز “بالانس” في جدة:
كما يُعتبر مركز “بالانس” في جدة من أوائل المراكز المتخصصة في العلاج والإرشاد المساعد عن طريق الخيل، حيث يقدم خدماته للأفراد والمجموعات، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة والاضطرابات النمائية العصبية. يضم المركز طاقمًا من المعالجين المعتمدين من منظمات عالمية، بالإضافة إلى خيول مدربة لتصميم برامج تلبي احتياجات العملاء.
خطوات واعدة في العلاج بالخيل بالأردن:

في الأردن، بدأت مراكز متخصصة بتقديم العلاج بالخيل، مثل مزرعة صبرة لتدريب الخيول، التي تقدم جلسات ركوب الخيل للأطفال والكبار. الأمر الذي يساعد في تحسين التوازن والتنسيق الحركي.
كما شهدت المملكة إدخال العلاج بالتدليك وإعادة التأهيل للخيول، وهو مفهوم جديد نسبيًا، حيث قامت فارسة متخصصة بتقديم هذا النهج الشامل لرعاية الخيول، مما يعزز من فعالية العلاج بالخيل.
مبادرات فردية في الكويت:
في الكويت، أطلق الكويتي بتال فلاح المطيري برنامجًا لتأهيل أطفال التوحد باستخدام الخيل، مؤكدًا على الفوائد المتعددة لركوب الخيل في تحسين التواصل الاجتماعي والمهارات الحركية للأطفال المصابين بالتوحد.
فوائد العلاج بالخيول في الوطن العربي:
يظهر العلاج بالخيل فوائد متعددة تشمل:

- تحسين التوازن والتنسيق الحركي: حركة الحصان تشبه المشي البشري، مما يساعد في تحفيز العضلات الأساسية وتحسين التوازن.
- تعزيز الثقة بالنفس والتواصل الاجتماعي: التفاعل مع الحصان يساعد في بناء الثقة بالنفس وكذلك تحسين مهارات التواصل.
- تقليل التوتر والقلق: إن وجود الحصان وتأثيره المهدئ يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق.
- تحفيز الجهاز العصبي: الحركة المتناسقة للحصان تساعد في تحفيز الجهاز العصبي وتحسين الإدراك الحسي.
تحديات تواجه العلاج بالخيل:

على الرغم من الفوائد المثبتة للعلاج بالخيل، إلا أن هناك تحديات تواجه انتشاره في العالم العربي. منها على سبيل المثال:
- نقص المراكز المتخصصة.
- قلة الوعي المجتمعي بأهمية هذا النوع من العلاج.
ومع ذلك، فإن المبادرات الفردية والمؤسساتية القائمة في الوقت الحالي تبشر بمستقبل واعد لهذا النوع من العلاج في المنطقة.
إن العلاج بالخيل يعد وسيلة فعّالة ومبتكرة لتحسين الصحة النفسية والجسدية، خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ومع تزايد الاهتمام بهذا المجال في الدول العربية، من المتوقع أن يشهد هذا النوع من العلاج نموًا وتطورًا في السنوات القادمة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة حياة العديد من الأفراد.
المصدر:
ارابيسك لندن
jornews
كيف تعالج إصابات الخيول الرياضية؟
الخيول وعلاقتها بالحلول الجديدة لأمراض القلب والشيخوخة
تحذيرات لأصحاب الخيول ضرورة التطعيم ضد الفيروسات
أغلى الخيول العربية المباعة في العالم.. لمحة عن الأسعار والمواصفات
أسعار الخيول في الرياض 2025: نظرة شاملة على السوق وأشهر المزارع
Leave a Reply