“تغلب على الحرارة” حملة عالمية لحماية الخيول من الإجهاد الحراري في المنافسات يطلقها الاتحاد الدولي للفروسية وذلك بسبب الحرارة المرتفعة في معظم دول العالم حالياً.
ارتفاع الحرارة يهدد صحة الخيول والفرسان:
كما هو معلوم في أشهر الصيف، ترتفع درجات الحرارة في مناطق كثيرة من العالم، ويصبح الطقس أكثر رطوبة وخطورة، خاصة في ميادين الفروسية. هذا الارتفاع لا يؤثر فقط على الأداء، بل يهدد سلامة كل من الخيول والرياضيين. إدراكًا لهذه المخاطر، وانطلاقاً من ذلك أطلق الاتحاد الدولي للفروسية (FEI) حملة جديدة بعنوان “تغلب على الحرارة” تهدف إلى تعزيز الوعي وتقديم إرشادات عملية لحماية الخيول والرياضيين خلال المسابقات المقامة في ظروف مناخية قاسية.
دليل شامل للتعامل مع الطقس الحار:
الحملة ترتكز على دليل إرشادي عملي ومتكامل، أعده خبراء في الطب البيطري والرياضة، وهو يوفر خطوات واضحة وسهلة التنفيذ. يشمل هذا الدليل تعليمات حول كيفية إعداد بيئة أكثر برودة وراحة، مثل:
- توفير محطات تبريد قرب الميادين.
- ضمان توفر كميات كافية من المياه والثلج.
- تحسين التهوية داخل الإسطبلات.
كما يؤكد الدليل على أهمية التخطيط المسبق. حيث لا يكفي فقط تجهيز الموقع، بل يجب تدريب الطواقم على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ المرتبطة بالإجهاد الحراري. فالتخطيط الجيد يقلل من احتمالية تعرض الخيول لأزمات صحية مفاجئة.
مقاطع فيديو توعوية على منصة FEI Campus:
أنتج الاتحاد الدولي للفروسية سلسلة فيديوهات تعليمية قصيرة تحمل عنوان الحملة، وهي تعرض مجانًا على منصة FEI Campus. الفيديوهات تشرح تأثير الحرارة المرتفعة والرطوبة على جسم الحصان والإنسان، وتوضح علامات التحذير التي تشير إلى إجهاد حراري محتمل.
الفيديوهات لا تكتفي بعرض النظريات والمعلومات النظرية، بل تقدم إرشادات عملية عن كيفية تجهيز الخيل قبل المنافسة، وخلال النقل، وبعد السباق. كما تشرح طرق التبريد السريعة، وكيفية التعرف على الحالات الطارئة مثل ارتفاع حرارة الجسم وفقدان الشهية والإعياء.
نصائح مخصصة للرياضيين والعاملين في الفروسية:
لا تقتصر الحملة على الخيول فقط، بل تشمل أيضًا نصائح لحماية الفرسان، والعاملين في الإسطبلات، ومساعدي الخيل. التوصيات تتناول التغذية السليمة، وارتداء الملابس الخفيفة، والحرص على الراحة الكافية بين الأشواط، إضافة إلى أهمية الترطيب المستمر للجسم.
هذا الاهتمام الشامل يعكس حرص الاتحاد الدولي للفروسية على رفاهية جميع أطراف اللعبة، وليس الخيول وحدها. فالصحة الجسدية والنفسية للفريق البشري لا تقل أهمية عن صحة الخيل.
التواصل والتوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
أطلق الاتحاد الدولي للفروسية هذه الحملة عبر منصاته الرسمية على فيسبوك، إنستغرام، إكس (تويتر سابقًا)، ولينكد إن. الهدف من هذا الانتشار الرقمي هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين بالفروسية حول العالم، سواء كانوا رياضيين محترفين أو هواة.
تشجع الحملة المتابعين على التفاعل، والمشاركة، ونقل الرسائل التوعوية إلى الأصدقاء والزملاء. فالمعرفة هي خط الدفاع الأول ضد الإصابات المرتبطة بالطقس القاسي.
معرفة موثقة مبنية على 30 عامًا من الأبحاث:
اعتمد الاتحاد في إعداد الحملة على نتائج دراسات علمية أجراها على مدى أكثر من ثلاثين عامًا. هذه الدراسات تناولت كيفية تفاعل أجسام الخيول مع الحرارة المرتفعة، وتأثيرها على الأداء، وسرعة الاستشفاء، وخطر الإصابة بضربة الشمس.
لمن يرغب في التوسع، وفر الاتحاد قاعدة معرفية شاملة على موقعه الرسمي، تحتوي على مقالات ونتائج أبحاث حول التعامل مع الحرارة في بيئة الفروسية. كل هذه الموارد متاحة مجانًا للجمهور، وهي جزء من التزام FEI بالشفافية والتعليم المستمر.
الوقاية خير من العلاج:
الرسالة الأساسية التي تنقلها الحملة هي: ابدأ بالاستعداد قبل أن تبدأ المنافسة. إن التنظيم الجيد، والرعاية المستمرة، والتثقيف، هي عناصر تصنع الفارق بين تجربة آمنة، وحالة طارئة يمكن تفاديها.
وفي ظل التغير المناخي العالمي، يتوقع أن تصبح مثل هذه الحملات أكثر أهمية في السنوات القادمة. فدرجات الحرارة مستمرة في الارتفاع، والمخاطر تزداد. لكن بالتخطيط والتعاون، يمكن للخيول والفرسان أن يستمروا في العطاء دون تهديد لصحتهم أو لسلامتهم.
أثر الحرارة على أداء الخيول:
عند دخول الحصان في حالة من الإجهاد الحراري، يبدأ الجسم في فقدان قدرته على تنظيم درجة الحرارة الداخلية. الخيول تتعرّق أكثر من معظم الحيوانات، وبالتالي فهي تفقد كميات كبيرة من الإلكتروليتات والماء أثناء التمرين أو المنافسة، ما يجعلها عرضة للجفاف بسرعة. عندما يتزامن الجهد البدني مع درجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، فإن قدرة الجسم على التبريد عبر التعرّق تصبح غير فعّالة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم الأساسية إلى مستويات خطيرة تتجاوز 41 درجة مئوية.
وقد أظهرت الدراسات التي أجراها الاتحاد الدولي للفروسية (FEI) منذ التسعينيات أن ارتفاع درجة حرارة الحصان دون تدابير تبريد فعالة يؤدي إلى تلف في الأنسجة، واضطراب في الجهاز العصبي، وقد يصل إلى انهيار جسدي. من هنا، جاءت التوصية بإجراء قياسات حرارة الجسم باستمرار أثناء المنافسة، وتطبيق بروتوكولات تبريد تعتمد على السكب المتكرر للماء البارد والتهوية الفعالة.
الحمل الحراري الناتج عن الجو يؤثر كذلك على سلوك الخيل. فالخيول في الطقس الحار تصبح أقل تعاونًا، وهي كذلك تميل إلى الكسل.
المصدر:
الاتحاد الدولي للفروسية
horsesport.com
آلاف الخيول تتدفق كالسيل في مراعي تشاوسو
منافسة قوية في الطبعة الثالثة لسباق الخيل بولاية البيض
طالب تايلاندي يتحدى المألوف ويركب حصانه إلى المدرسة
طالبة إماراتية تطور منظومة ذكية لتحسين العلاقة بين الفارس والخيل