رياضة شد الخيول كيف بدأت وإلى أين وصلت؟

تختزن ذاكرة الريف الأمريكي مشاهد متكررة لخيول ضخمة تجر محاريث وعربات ثقيلة وسط الحقول الترابية. فكيف بدأت رياضة شد الخيول وما هو واقعها الآن وإلى أين وصلت؟

قديماً كانت هذه الخيول تمثل المصدر الرئيسي للطاقة في الزراعة قبل دخول الجرارات إلى المشهد. ومع مرور الزمن، تحول شد الخيول من عمل يومي إلى رياضة شعبية تستقطب جمهوراً واسعاً، خصوصاً في المعارض الزراعية والمهرجانات المحلية، مثل معرض مقاطعة واشنطن الزراعي في ولاية بنسلفانيا.

أصل رياضة شد الخيول:

بدأت رياضة شد الخيول كتحدٍ ودي بين المزارعين. الذين كانوا يتفاخرون بخيولهم أمام الجيران ويطلقون التحديات لمعرفة أي حصان يمكنه سحب حمولة أثقل.
كانت الوسيلة في هذا الوقت بسيطة للغاية. حيث يخلع المزارع باب الحظيرة، يربطه بحصانه، ويجلس عليه هو وأفراد عائلته. ثم يشاهدون الحصان وهو يجرهم لمسافة معينة. إن الفائز في هذا التحدي كان ينال الفخر لعدة أشهر، ويظل يذكر اسمه في المجالس والاحتفالات.

الخيول في الزراعة الأمريكية قبل ظهور الجرار:

بحلول أوائل القرن العشرين، كان في الولايات المتحدة أكثر من 25 مليون حصان وبغل يعملون في الزراعة. حيث اعتمدت المزارع الصغيرة والمتوسطة بشكل كامل على هذه الحيوانات في كافة العمليات اليومية. ولكن مع اختراع الجرار الزراعي، بدأت خريطة العمل الزراعي تتغير. ففي العشرينيات، كانت الجرارات حكراً على المزارع الثرية فقط، بينما تأخر انتشارها عند بقية المزارعين بسبب الكساد الكبير. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي، استمر استخدام الخيول في الحقول حتى منتصف القرن الماضي. حيث ظلت مناطق ريفية مثل مقاطعة واشنطن تعتمد على الخيول كمصدر موثوق للطاقة.

 ذاكرة حية عن رياضة شد الخيول:

ميلتون رايس، هو رجل يبلغ من العمر 91 عاماً، يعد أحد أبرز رموز شد الخيول في مقاطعة واشنطن. وقد ولد في مزرعة اعتمدت على الخيول وليس على الآلات، مما جعله شاهداً مباشراً على التحول الكبير في أساليب الزراعة لاحقاً.
حيث يحتفظ رايس بمئات القصاصات والصور التي توثق فترات ازدهار شد الخيول في الخمسينيات والستينيات.
وهو يشرف اليوم على تنظيم المسابقات في المعرض الزراعي المحلي بالتعاون مع كين هاردينغ. ويقول رايس إن شد الخيول لم يكن مجرد رياضة، بل تقليد عائلي تتوارثه الأجيال.
فكل عائلة كانت تفخر بفرقتها، ويعتبر الفوز في المسابقة إنجازاً يستحق الاحترام والتقدير.

التحول من العمل إلى المنافسة الرياضية:

مع انتشار الجرارات، لم تعد الخيول ضرورية في العمل اليومي، وشيئاً فشيئاً بدأت تدرب خصيصاً للمنافسات. وقد دخلت رياضة شد الخيول المعرض الزراعي في بنسلفانيا عام 1939، وازدهرت شعبيتها في العقود التالية. ففي الستينيات، كانت مقاطعة واشنطن تضم أكثر من عشرة فرق مشاركة في المعرض. وفي تلك الفترة، كانت مسابقات شد الخيول الحدث الأبرز في أرض المعارض. كما كان الجمهور يتدفق لمتابعة العروض، وكانت الساحات تمتلئ بالمشجعين.

خيول عملاقة وأوزان مذهلة:

خيول الجر المستخدمة في المسابقات تعد من انواع الخيول الأقوى في العالم، خصوصاً الخيول البلجيكية.
الوزن الخفيف يشمل الخيول التي يصل وزنها حتى 3,400 رطل، بينما تتجاوز الفئة الثقيلة هذا الرقم بسهولة.
كما يؤكد رايس أن الخيول اليوم أثقل وأقوى من أي وقت مضى. بعض الخيول تصل أوزانها إلى 5,500 رطل، وتستطيع سحب حمولة تتراوح بين 8,000 إلى 10,000 رطل. ورغم كل هذه القوة، يتطلب التدريب اهتماماً كبيراً ورعاية صحية دقيقة لضمان سلامة الخيول.

أغلى 4 فحول في 2025
أغلى 4 فحول في 2025

تكلفة باهظة واستثمار كبير:

إن امتلاك حصان للجر يتطلب استثماراً كبيراً. حيث أن تكاليف الإطعام والرعاية والتجهيزات والنقل تصل إلى آلاف الدولارات سنوياً. ولكن معظم المشاركين لا يبحثون عن الجوائز المالية.
إنما الشغف الأساسي لديهم يتعلق بالتقليد والفخر العائلي فهو المحرك الرئيسي وراء استمرار هذه الرياضة.

يقول رايس إن المشاركة في المنافسات تمنح العائلة شعوراً بالفخر، ووجود اسمها في السجلات التاريخية يعتبر جائزة بحد ذاته.

أسماء صنعت التاريخ في مقاطعة واشنطن:

من أبرز الأسماء التي ارتبطت برياضة شدّ الخيول في المقاطعة:

  • جون هور، فهو الذي حطم الرقم القياسي في الوزن المسحوب على مستوى بنسلفانيا.
  • فانس ليتمن من مدينة كلايسفيل، الذي دخل قاعة المشاهير في معرض بنسلفانيا الزراعي.
  • عائلة إيكلز التي أنجب أبناؤها الأربعة فرساناً في الرياضة، وتنافسوا أحياناً ضد بعضهم في نفس المسابقة.

لماذا تراجعت شعبية الرياض وما مصير محاولات الإحياء؟

مع مرور السنوات، بدأت رياضة شد الخيول تفقد بعض شعبيتها. فقدظهرت فعاليات جديدة مثل سباقات التدمير وعروض الرووديو، وأصبحت هذه الرياضات تستقطب جمهوراً أكبر. كما أن العديد من المعارض تخلت عن هذه المسابقات، لكنها لا تزال قائمة في معرض مقاطعة واشنطن.

تقول ليندا، زوجة رايس، إن الجمهور ما زال يأتي بأعداد كبيرة لرؤية الخيول العملاقة في ساحة العرض. وتضيف أن كثيرين يجلسون على التلال المحيطة لمتابعة المنافسات حين تمتلئ المقاعد.

الحفاظ على التقليد من أجل الأجيال القادمة:

تبذل عائلة رايس جهوداً كبيرة للحفاظ على هذا الإرث. وهم يحظون بدعم من مجلس المعرض وأفراد مثل بيل إيمز، وجاي باير، وجينو بيوني، وتي.جي. هاردينغ. فبالنسبة لهم، الرياضة لا تتعلق بالقوة الجسدية فقط، بل بتاريخ طويل يجب احترامه.
وهم يؤمنون أن الجيل القادم سيحمل اللجام، ويواصل السير في هذا الطريق.

washingtonfair.org

الأمير بندر بن خالد يطلق موسم سباقات الطائف: خيلٌ تتسابق وشغفٌ يتجدد

كيف كان ختام كأس الإمارات لجمال الخيل العربية في الصين؟

هل التفاعل مع الخيل يساعد على الشفاء النفسي؟

بيل غيتس يدعم شغف ابنته بجو خيالي لرياضة الفروسية

وفاة حصان في سباق ميلبروك يثير التساؤلات من جديد

وفاة امرأة بعد سقوطها عن حصان بسبب كلب