يشهد مضمار “هورنر رينبان” في مدينة هامبورغ الألمانية اليوم، انطلاقة الجولة السابعة من سلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة بنسختها الثانية والثلاثين.حيث تحظى بهذه النسخة برعاية ودعم كريمين من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة.
وتعد هذه المحطة، التي تقام للمرة الأولى في قلب الفعاليات الكبرى لـديربي ألمانيا العريق بنسخته رقم 156، فرصة فريدة لتعريف الجمهور الأوروبي بجماليات الخيل العربي، وما يرمز إليه من إرث عربي عريق، وقيمة تاريخية وثقافية ممتدة عبر القرون.
رسالة إماراتية عالمية لخدمة الخيل العربي:
منذ انطلاقتها الأولى، حملت سلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية رسالة نبيلة تسعى لترسيخ الحضور العالمي للخيل العربي، وتعزيز مكانته في مختلف المضامير الدولية. وقد لعبت الإمارات، من خلال هذا الكأس، دورًا رياديًا في دعم الملاك والمربين، وتشجيعهم على المضي قدمًا في برامج الإنتاج والتدريب، بما يسهم في حفظ سلالات الخيل العربي ونشر ثقافته الرياضية في مختلف القارات.
وفي هذا السياق، أكّد مطر سهيل اليبهوني الظاهري، رئيس اللجنة العليا المنظمة، أن تنظيم جولة في ألمانيا يعد خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع كبريات المهرجانات العالمية، ولإتاحة الفرصة أمام الخيل العربي للتألق في أهم منصات التتويج الأوروبية. وأضاف أن هذه الجولة تشكل نافذة واسعة لتشجيع التبادل الثقافي والرياضي، ولفتح آفاق جديدة أمام ملاك الخيل العربي للمشاركة في سباقات عالمية مرموقة.
مشاركة دولية ونخبة من نخبة الخيول:
يشهد سباق هامبورغ لهذا العام مشاركة قوية من خيول النخبة بعمر أربع سنوات فما فوق، تمثل مرابط مرموقة من الإمارات وقطر وألمانيا وفرنسا، تتنافس على اللقب لمسافة 1600 متر فوق أرضية عشبية ناعمة، وبجوائز تبلغ قيمتها الإجمالية 250 ألف يورو، ما يعكس حجم الاهتمام والجاذبية التي باتت تحيط بهذا الحدث.
ويتصدر المشاركين الجواد “إتش إم الشاهين”، المملوك لهلال العلوي، الذي توّج بسباق إيطاليا الأخير. وينحدر الشاهين من نسل البطل “المرتجز” والفرس “الشيحانة” بنت “منجز”، ويشرف على تدريبه الثنائي الفرنسي المتميز إليزابيث بيرنارد وجان فرانسوا، فيما يتولى قيادته الفارس البارع كريستيان ديمورو.
مزرعة الشقب:
كما تشارك مزرعة الشقب ريسينغ القطرية بجوادين لافتين هما “الوكرة” و”الزوير”، وكلاهما من إنتاج الفحل “تي إم فريد تكساس” والفرس “ألبيرنيا”. ويقودهما الفارسان أوليفييه داندين وفالح بوغنيم، تحت إشراف المدرب الشهير جان دي ميول، الذي عرف طريق المجد في محطات سابقة، أبرزها تتويجه في سباق فرنسا.
وتزدان القائمة بأسماء لامعة مثل الجواد “الزير” المملوك لمحمد فهد العطية، تحت إشراف المدرب فرانسوا روهو وقيادة الفارس أدري دي فريز، وكذلك الجواد “جعفر” للمالك أبوبكر صديق قدورة، و”بابيليون تي” بإشراف المدرب الألماني جيرارد زوتوليف.
هامبورغ بوابة جديدة للفروسية العربية في أوروبا:
إن اختيار مدينة هامبورغ لاستضافة هذه الجولة لم يكن محض مصادفة، بل جاء تتويجًا لمساعي اللجنة المنظمة لإدخال الخيل العربي في أجواء السباقات الأوروبية العريقة. حيث يحظى ديربي ألمانيا بتاريخ يمتد لأكثر من 150 عامًا، ويعد واحداً من أبرز الأحداث الرياضية في البلاد.
تتوقع اللجنة المنظمة أن يسهم هذا السباق في استقطاب جمهور واسع من عشاق الخيل والفروسية في أوروبا، كما سيمنح الملاك والمربين الألمان والأوروبيين دافعًا جديدًا لدراسة إمكانية الاستثمار في سلالات الخيل العربي، التي أثبتت مرونتها وتفوقها في ميادين السرعة والتحمل على حد سواء.
حضور إعلامي واسع وتجربة فريدة للجمهور:
يحظى السباق بتغطية إعلامية مكثفة من أبرز وسائل الإعلام الأوروبية والعربية، مع حضور جماهيري كبير يتوافد إلى المضمار لمتابعة السباق والاستمتاع بأجواء المهرجان. ويشكّل الحدث فرصة استثنائية للجمهور الألماني للاطلاع على فصائل الخيل العربي، والتعرف على أساليب تدريبه وخوضه للسباقات، مما يعزز من مكانته في الوعي الجماهيري الأوروبي.
الخيل العربي يحلّق فوق مضامير العالم:
تواصل دولة الإمارات، من خلال هذا الكأس العالمي، أداء دورها المحوري في حماية تراث الخيل العربي والترويج له عالميًا، ليس بوصفه حيوانًا رياضيًا فحسب، بل رمزًا متجذرًا في ذاكرة العرب وتاريخهم.
وفي هامبورغ، تتجلى هذه الرسالة بكل وضوح، حيث يتعانق المجد العربي مع العراقة الأوروبية في لوحة فروسية بديعة، ترسم فيها الخيول العربية مسارات جديدة من المجد، وتؤكد أن لها مكانتها المتألقة في كل مضمار، وتحت كل سماء.
ماذا عن كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة كيف بدأ؟
منذ انطلاقته الأولى عام 1994، يمثل كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة إحدى أبرز المنصات العالمية التي تكرّم أصالة الخيل العربي وتحتفي بإرثه العريق. وقد جاء تأسيس هذا الكأس النبيل استجابة لتوجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. فهو الذي أولى الخيول العربية اهتمامًا خاصًا باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية لدولة الإمارات والعالم العربي.
ويحمل الكأس اسم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ليجسد أسمى معاني الوفاء لهذا الإرث الحضاري الممتد، وليكون جسرًا يربط بين ماضٍ مجيد وحاضر مشرق. ومنذ ذلك الحين، وبدعم كريم من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، تحوّل هذا السباق إلى حدث عالمي ينتقل بمحطاته بين قارات العالم، ويجمع صفوة الخيول والملاك والمدربين في منافسات راقية تليق باسم البطولة.
الهدف من الكأس:
لا يقتصر الهدف من الكأس على التنافس الرياضي فحسب، بل يحمل في جوهره رسالة حضارية وإنسانية، تتمثل في إحياء سلالات الخيل العربي، وتحفيز المربين على الاهتمام بالإنتاج المحلي، وتعزيز مكانة الخيل العربي في الساحة الدولية. إلى جانب تقديم صورة مشرقة عن الإمارات وثقافتها واهتمامها بالجذور والقيم النبيلة.
على مدار العقود الثلاثة الماضية، طاف الكأس بعواصم ومدن كبرى مثل باريس، لندن، مدريد، موسكو، واشنطن، برلين، وغيرها من العواصم، حاملاً معه عبق الصحراء ورائحة التاريخ، ومؤكدًا أن الخيل العربي، بكل ما يرمز إليه من وفاء وقوة وجمال، لا يزال يلهم العالم بأسره.
واليوم، تحط البطولة رحالها في مضامير جديدة مثل هامبورغ الألمانية، فاتحة أبوابها أمام جمهور جديد من عشاق الفروسية.
المصادر:
1. الموقع الرسمي لسباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة.
2. وكالة أنباء الإمارات (وام)
3. صحيفة البيان الإماراتية.
https://www.albayan.ae
4. صحيفة الاتحاد الإماراتية
https://www.alittihad.ae
5. موقع سباقات الخيول العالمي Arabian Horse Racing
https://www.arabianracing.org
مرابط الخيول وجهات ترفيهية تجمع بين الفروسية والطبيعة
طالبة إماراتية تطور منظومة ذكية لتحسين العلاقة بين الفارس والخيل
تجربة جودولفين العالمية في سباقات الخيل الحديثة
موسم سباقات الخيل في قطر أرقام تكشف حجم النشاط والمنافسة
دراسة تكشف تزامن دقات قلوب البشر والخيول
Leave a Reply