في خطوة مثيرة للجدل، فرضت الإدارة الأمريكية تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك، بما في ذلك الخيول الأصيلة (Thoroughbred horses). هذه الخطوة أثارت قلقًا واسعًا في صناعة الفروسية العالمية، خاصة أن الولايات المتحدة تعتبر مركزًا رئيسيًا لتجارة الخيول الأصيلة وتصديرها إلى الأسواق الدولية، بما في ذلك الدول العربية التي تُعد من أكبر المستوردين للخيول.
التأثيرات على الدول العربية؟
تعتمد العديد من دول الخليج العربي، مثل السعودية والإمارات وقطر، على استيراد الخيول الأصيلة من الأسواق العالمية، خاصة من الولايات المتحدة وكندا، وذلم من أجل سباقات الخيل أو تطوير برامج التربية والسلالات. ومع فرض هذه التعريفات الجمركية الجديدة، قد ترتفع تكاليف استيراد الخيول، الأمر الذي يترك أثره على صناعة الفروسية في البلاد العربية.
تأثير التعريفات الجمركية الجديدة على سوق الخيل العربي:
1. ارتفاع تكاليف استيراد خيول الثوروبريد:
إن فرض تعريفات بنسبة 25% يعني أن تكلفة استيراد حصان أصيل قد تزيد بمئات الآلاف من الدولارات، خاصة أن أسعار الخيول الفائزة في سباقات مثل “كنتاكي ديربي” أو “بريكنيس ستيكس” قد تصل إلى ملايين الدولارات.
2. تأثير مباشر على سباقات الخيل في السعودية والإمارات:
مع زيادة الرسوم الجمركية، قد تجد الدول العربية نفسها مضطرة للبحث عن أسواق بديلة مثل أيرلندا أو أستراليا، أو التفاوض مع الإدارة الأمريكية للحصول على استثناء خاص للخيول المستوردة لأغراض السباق والتربية.
خاصة أن برامج تحسين السلالات العربية الأصيلة تعتمد على استيراد فحول وبطلات سباقات من السلالات الأمريكية والكندية وذلك من أجل تحسين جينات الخيول العربية بما يساهم في تعزيز أدائها في السباقات العالمية.
ما هي الحلول المقترحة للتعامل مع الأمر؟
1. تعزيز برامج التربية المحلية:
قد تدفع هذه التعريفات الدول العربية إلى الاستثمار أكثر في برامج التربية المحلية وتحسين السلالات، فهذا سوف يقلل الاعتماد على الاستيراد ويعزز صناعة الخيول الأصيلة في المنطقة.
2. الضغط للحصول على استثناءات خاصة:
يمكن للدول العربية، عبر علاقاتها التجارية القوية مع الولايات المتحدة، التفاوض للحصول على استثناء خاص لخيول الثوروبريد المستوردة لأغراض السباق والتربية، تمامًا كما حصلت صناعة السيارات على استثناء مماثل.
3. استغلال الفرص الموجودة في الأسواق الأوروبية:
قد يكون مثل هذا الوقت مناسب لتوسيع الشراكات مع أيرلندا وفرنسا وأستراليا، التي تمتلك سلالات قوية من خيول الثوروبريد وهي كذلك تقدم برامج تدريب متقدمة.
ما هي السيناريوهات المحتملة بعد 2 أبريل المقبل؟
1. استيراد الخيول قبل انتهاء المهلة:
حاليًا، يسمح الاستثناء المؤقت باستيراد الخيول من كندا والمكسيك بدون رسوم جمركية وذلك حتى 2 أبريل. لذا، فمن الجيد للمهتمين والراغبين باستيراد الخيول الفائزة في السباقات الكندية والأمريكية قبل هذا التاريخ.
2.الاستفادة من “برنامج الدخول المؤقت” :
يمكن للدول العربية الاستفادة من “برنامج الدخول المؤقت” الذي يسمح بإدخال الخيول لأغراض السباق أو المعارض لمدة تصل إلى عام واحد دون دفع الرسوم، بشرط تصديرها بعد ذلك.
3. الاستثمار في الخيول المخصصة للتربية:
الخيول المستوردة لأغراض التكاثر مصنفة ضمن الفئات المعفاة من الرسوم الجمركية، ما قد يكون فرصة لتعزيز برامج تحسين السلالات في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات.
كيف يمكن تفادي الخسائر الناتجة عن هذا القرار؟
يمكن للراغبين في الاستثمار بمجال الخيول التفاوض مع الإدارة الأمريكية بغرض الحصول على استثناء خاص للخيول المستوردة لأغراض السباق والتربية.
ومع ذلك فإن أفضل الحلول تتمثل في تعزيز استثمارات في برامج تربية الخيول الأصيلة محليًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
من الجيد كذلك توسيع الشراكات مع أيرلندا وأستراليا، حيث لا تخضع هذه الدول لنفس القوانين المتعلقة بالتعريفات الجمركية.
وكذلك من الممكن كما ذكرنا سابقاً الاستفادة من “الدخول المؤقت” للخيول المشاركة في سباقات كبرى مثل كأس السعودية ودبي وورلد كب.
ومع ذلك لا بد من الاعتراف أن التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة قد تكون ضربة قوية لصناعة الخيول وبالأخص فيما يتعلق بخيول ثوروبريد، لكنها تبقى في الوقت نفسه فرصة للدول العربية لتعزيز استقلالها في مجال صناعة الفروسية وصناعة الخيل والعمل على تطوير برامج تحسين السلالات. مع اتخاذ القرارات الاستراتيجية الصحيحة، يمكن للعالم العربي أن يحول هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز مكانته في عالم الفروسية الدولية.
الخيول السعودية تستعد للمنافسة في كأس دبي العالمي 2025
دراسة حديثة لتحسين واقع الخيول
أغرب سباقات الخيول حول العالم!
كيف تقنن غذاء الخيول وتتفادى تجويعها وكذلك زيادة وزنها؟
كل ما تريد معرفته عن مهرجان تشيلتنهام الحدث البارز في عالم الخيول لعام 2025