انطلاق السباق الدوري الثامن للخيول العربية الأصيلة في اللاذقية

تتهيأ مدينة اللاذقية لاستضافة السباق الدوري الثامن للخيول العربية الأصيلة يوم الجمعة الموافق 17 تشرين الأول 2025 عند الساعة الثانية بعد الظهر، على مضمار مدينة الأسد الرياضية. حيث تعمل الورش الفنية التابعة لدائرة الخيول العربية في مديرية الزراعة منذ مطلع الشهر الجاري على تجهيز المضمار الرئيسي وصيانة مرافقه الخدمية، بما في ذلك مدرجات الجمهور ومنصات الانطلاق، لضمان الجاهزية الكاملة لاستقبال هذا الحدث الرياضي الذي ينتظره عشاق الفروسية في الساحل السوري. حيث أن أعمال الصيانة تتركز على تسوية أرضية المضمار وتحسين نظام الري والتصريف لتأمين بيئة مناسبة للخيول، إضافة إلى تجهيز أماكن إيواء مؤقتة للخيول المشاركة، وتزويدها بوسائل تهوية وإضاءة مطابقة للشروط الفنية.

استعدادات تنظيمية وخطط أمان للفرسان والخيول:

تتولى مديرية الزراعة بالتعاون مع الاتحاد السوري للفروسية الإشراف المباشر على التحضيرات، لضمان سير المنافسة ضمن المعايير الفنية المعتمدة. حيث تراجع حالياً أسماء الخيول المشاركة وسلالاتها المسجلة لدى المنظمة العالمية للخيول العربية (WAHO)، بهدف التحقق من الأصالة والنسب.
كما جرى التنسيق مع الجهات الصحية لتأمين الأدوية والمراقبة البيطرية المسبقة، حرصاً على سلامة الخيول، خصوصاً في ظل ما شهدته المنطقة من ارتفاع حالات الأمراض الموسمية خلال الصيف الماضي. تشمل الخطط التنظيمية تجهيز نقاط إسعاف بيطري فوري خلال السباق، وتأمين ممرات خاصة لانتقال الخيول من الحظائر إلى خط الانطلاق، إضافة إلى تعزيز إجراءات السلامة في المنصة المخصصة للجمهور.

أهمية السباق للمربين والجمهور المحلي:

يشكل هذا الحدث فرصة للمربين المحليين لعرض نتاجهم من الخيول العربية الأصيلة التي حافظت على نسبها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. وتسعى الجهات المنظمة إلى إتاحة المشاركة أمام أكبر عدد من المحافظات السورية، بهدف تنشيط الحركة الرياضية والاقتصادية في اللاذقية. حيث يقول أحد المربين المشاركين من محافظة حماة إن المشاركة في مثل هذه السباقات تمنح المربي دافعاً للحفاظ على خيوله وتطوير سلالاتها، كما تساعد على تبادل الخبرات في التغذية والرعاية والتدريب. من جانب آخر، يتوقع أن تشهد الفعالية حضوراً جماهيرياً لافتاً من محبي الفروسية، إذ تتيح لهم متابعة منافسات الخيول الأصيلة التي تشكل جزءاً من التراث العربي الأصيل.

واقع تربية الخيول العربية في سوريا:

تواجه تربية الخيول في سوريا تحديات كبيرة منذ أكثر من عقد، حيث كان أبرزها نقص اللقاحات البيطرية بالإضافة إلى صعوبة النقل بين المحافظات. ورغم هذه الظروف، واصل المربون الحفاظ على سلالات أصيلة عريقة، من بينها سلالات “الكحيلان” و”الصقلاوي” و”العبيان”، التي تعتبر من أقدم السلالات المسجلة في المنطقة. تشير  بيانات وزارة الزراعة إلى وجود آلاف الخيول المسجلة رسمياً في البلاد، وتبذل جهود لإدخال نظام الترقيم الإلكتروني لتتبع النسب وضمان دقة التسجيل في المنظمة العالمية للخيول العربية. كما تعمل المديرية العامة للخيول على تشجيع المربين عبر تخفيض رسوم التسجيل وتنظيم دورات تدريبية حول الرعاية الصحية والتغذية.

نشاط اجتماعي وسياحي في المدينة:

إلى جانب البعد الرياضي، يتوقع أن ينعكس السباق إيجاباً على النشاط الاجتماعي والسياحي في المدينة. إذ تشكل مثل هذه الفعاليات فرصة لتنشيط الأسواق والمرافق الخدمية، وتعزيز حضور اللاذقية كمركز متجدد للرياضات التراثية. ويرى متابعون أن هذا النوع من السباقات يعيد إلى الأذهان المكانة القديمة للخيول العربية السورية التي طالما عُرفت بقوتها وجمالها وذكائها.

اللاذقية ..مدينة البحر والتاريخ:

تعد اللاذقية إحدى أقدم المدن المأهولة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ويعود تأسيسها إلى العصر السلوقي في القرن الثالث قبل الميلاد، حين أطلق عليها الملك سلوقس نيكاتور اسم “اللاذقية” تكريماً لوالدته. كما تتميز المدينة بموقعها الجغرافي الفريد الذي يجمع بين البحر والجبل، ما جعلها مركزاً تجارياً وزراعياً وسياحياً مهماً عبر العصور. تحتضن المدينة ميناء سوريا الرئيسي، إلى جانب المدينة الرياضية التي تعد من أكبر المنشآت الرياضية في البلاد. وتتمتع اللاذقية بمناخ معتدل على مدار العام، ما يجعلها وجهة مناسبة للفعاليات الرياضية والسياحية، خصوصاً تلك المرتبطة برياضة الفروسية في الهواء الطلق. كما تشتهر المنطقة ببيئتها الطبيعية المتنوعة، الممتدة من غابات الفرنلق إلى سهل عرامو، مما يوفر فضاءات مناسبة لتربية الخيول ونشاطات الفروسية التي تعود جذورها إلى مئات السنين في ريف المحافظة.

تعد اللاذقية إحدى أقدم المدن المأهولة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط
تعد اللاذقية إحدى أقدم المدن المأهولة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط

 

يمثل السباق الدوري الثامن للخيول العربية الأصيلة في اللاذقية أكثر من مجرد فعالية رياضية، فهو محطة لإحياء الذاكرة الثقافية والتراثية، وتجديد العلاقة بين الإنسان السوري وخيله العربي الأصيل. وفي ظل التحديات الراهنة، يشكل استمرار هذه الفعاليات دليلاً على قدرة السوريين على الحفاظ على إرثهم، وعلى شغفهم بالرياضة التي تختصر في تفاصيلها قيم الأصالة والعزيمة والوفاء.

المصدر:

صحيفة الوحدة

حصان يحرج ترامب خلال استقباله في بريطانيا

برنامج السباق المحلي الثالث لهجن قطر 2025-2026

الفروسية والخيول في عرض شيق في معرض الصقور والصيد الدولي 2025

200 ألف يورو جوائز كأس رئيس الدولة للخيول العربية في بولندا

الرماية التقليدية “يابوساميه” من على ظهور الخيول في معبد كاماكورا الياباني

جمع التبرعات من خلال التصوير الفوتوغرافي في ملجأ للخيول