توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية

أصدرت جمعية الفروسية الأمريكية توصيات جديدة لرعاية الخيول الرياضية تجمع  ما بين العلم والمسؤولية للحصول على أفضل الممارسات البيطرية. حيث تعيش رياضة الفروسية في العالم اليوم مرحلة دقيقة، إذ تتقاطع طموحات الإنجاز الرياضي مع الحاجة إلى حماية الخيول وضمان رفاهها. وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد الأمريكي للفروسية USEF وثيقة توجيهية جديدة بعنوان “أفضل الممارسات البيطرية”، لتكون مرجعاً مهنياً يوجه عمل الأطباء البيطريين والمدربين والملاك، وليؤكد أن صحة الخيل هي الأولوية المطلقة قبل أي منافسة أو إنجاز رياضي.

إصدار الوثيقة وأهدافها:

جاءت الوثيقة ثمرة قمة طب الخيول الرياضية التي استضافتها USEF في مارس بمدينة أوكالا بولاية فلوريدا، وكانت بمشاركة 28 طبيباً بيطرياً من الخبراء. هدف اللقاء إلى وضع معايير واضحة تحكم علاقة المنافسة بالعلاج، ولصياغة رؤية علمية تجعل الخيل في مركز الاهتمام. وقد خرجت القمة بتوصيات تم جمعها في ورقة بيضاء White Paper تعد هي الأولى من نوعها على هذا المستوى من الشمولية.

صحة الخيل أولاً:

أكدت الوثيقة أن الطبيب البيطري هو صاحب القرار الأول والأخير فيما يتعلق بجاهزية الخيل للمنافسة. وشددت كذلك على أن أي ضغط من المدربين أو الملاك لا يجب أن يؤثر على التقييم الطبي. فالأولوية القصوى هي الحفاظ على سلامة الحصان على المدى الطويل، حتى لو جاء ذلك على حساب المشاركة في حدث رياضي مهم.

مفهوم جديد للياقة وللمنافسة:

عرّفت الوثيقة مصطلح “Fitness to Compete” أو اللياقة للمنافسة بشكل موسع. حيث لم يعد الأمر مرتبطاً فقط بالقدرة البدنية الظاهرة، بل يشمل تقييم التاريخ الصحي، وخلو الخيل من الإصابات، والجاهزية العقلية، والالتزام بالتطعيمات، والتأكد من عدم وجود مواد محظورة في جسم الحصان. بهذا المعنى، يصبح تقييم اللياقة عملية شاملة تنظر إلى الحصان ككائن حي كامل، وليس مجرد رياضي مؤقت.

الخيل الأفضل لكل سباق
الخيل الأفضل لكل سباق

الفحص الدوري والوقاية:

توصي USEF بضرورة إجراء فحوصات بيطرية منتظمة، مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل، مع زيادة وتيرتها خلال فترات المنافسات المكثفة لتصبح مرة كل أسبوعين أو أربعة أسابيع. تشمل هذه الفحوصات اختبارات الدم، والتقييم العصبي، والتحاليل الأيضية، ومراجعة النظام الغذائي. الهدف هو اكتشاف وجود أي خلل في وقت مبكر ومعالجته قبل أن يتحول إلى إصابة مزمنة.

الراحة عنصر أساسي:

تعتبر هذه الوثيقة أن الراحة المنظمة هي العلاج الأكثر فاعلية من أجل الحفاظ على صحة الجهاز العضلي والهيكلي للخيول الرياضية. وقد حذرت من الإفراط في التدريب أو المشاركة المفرطة في البطولات، مؤكدة أن ذلك يزيد من معدلات الإصابات ويقصر العمر الرياضي للخيول. كما شددت على أن إعطاء المحاليل الوريدية أو الفيتامينات بلا مبرر طبي واضح يعتبر ممارسة غير مقبولة.

العلاجات القائمة على الأدلة:

ركزت التوصيات على ضرورة اعتماد العلاجات المبنية على الدليل العلمي. حيث سمحت باستخدام بعض الوسائل مثل الحقن المفصلية أو العلاج بالموجات الصدمية، لكن بشرط أن يكون التشخيص دقيقاً، وأن يتم تطبيق العلاج وفق ضوابط اللوائح الرسمية. فهذا يضمن أن تكون التدخلات العلاجية وسيلة لتحسين صحة الخيل، لا مجرد محاولة لإخفاء الألم من أجل الاستعداد للمنافسة.

التحذير من إعطاء المكملات بشكل غير منظم:

أوضحت الوثيقة أن العديد من المكملات الغذائية والبدائل العلاجية المنتشرة في السوق والمخصصة للخيول ليست خاضعة لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA. كما أنه لا توجد أدلة كافية تثبت فعاليتها أو سلامتها على المدى البعيد. لذلك، شددت على أن أي منتج يستخدم يجب أن يكون مبنياً على دراسات علمية دقيقة ومعتمد من الجهات المختصة.

مجالات ومسارات يجب أن يتم البحث فيها مستقبلاً:

اقترحت الورقة البيضاء عدداً من المسارات البحثية التي يجب أن تحظى بالاهتمام والبحث والدراسة في السنوات القادمة، أبرزها ما يلي:

  • العلاقة بين عدد المشاركات الرياضية وطول العمر الإنتاجي للخيول.
  • تطوير مؤشرات حيوية (Biomarkers) من أجل الكشف عن جاهزية وتعافي الخيول.
  • دراسة أثر التغذية المتوازنة على تقليل الإصابات.
  • تقييم الأجهزة التي تديتم وضعها على الخيول لقياس الأداء واللياقة.
  • تحليل تأثير البيئة وعواملها المختلفة مثل الحرارة والتلوث والنقل على صحة الخيول.

دور صندوق Chromatic Fund في الأبخاث:

أعلنت USEF أن تمويل هذه الأبحاث سيتم من خلال صندوق Chromatic Fund، الذي يعمل بالشراكة بين الاتحاد الأمريكي للفروسية وجمعية الأطباء البيطريين للخيل (AAEP) ومؤسسة The Foundation for the Horse. حيث أن الهدف من هذا الصندوق هو دعم أبحاث طويلة الأمد تضمن استدامة ورفاه الخيول الرياضية.

الموازنة ما بين حب الرياضة والقيم الإنسانية:

تكشف هذه الوثيقة عن إدراك عميق بأن الفروسية ليست مجرد منافسة رياضية، بل هي علاقة إنسانية متبادلة بين الفارس والحصان. لذلك، فإن أي نجاح رياضي لا يكتمل إلا إذا جاء في إطار يحترم صحة الحصان ويصون كرامته. هذا النهج يعزز الثقة ما بين الجماهير والاتحاد، ويمنح صورة حضارية لرياضة عريقة تتجاوز أهميتها حدود الفوز والخسارة.

أحدثت وثيقة أفضل الممارسات البيطرية الصادرة عن USEF نقلة نوعية في مجال رعاية الخيول الرياضية. فهي قد جمعت بين الخبرة الطبية والوعي الأخلاقي، لتؤكد أن الحصان شريك في الإنجاز، لا مجرد وسيلة لتحقيقه. ومع استمرار الأبحاث والدعم، يمكن لهذه الرؤية أن تضمن مستقبلاً أكثر أماناً وصحة للخيول ولرياضة الفروسية وصناعة السباقات في كل أنحاء العالم.

المصدر:

the horse.com

اختتام كأس الإمارات لترويض الخيول في موسكو بمشاركة واسعة

الفارس السعودي بدر التميمي يحرز لقب بطولة العالم للرماية من على ظهر الخيل

السيلينيوم: حجر الزاوية في صحة الخيول عبر جميع المراحل

الفروسية في فلسطين خيول تصمد وأندية تبحث عن البقاء

الكتاب الكامل عن الخيول موسوعة شاملة لعشاق الخيول والفروسية

الدوري اللبناني للفروسية 2025 بين المنافسة والتألق في أحدث جولاته