كتاب “الرجل الذي يستمع إلى الخيول” لمونتي روبيرتس ما الذي يقوله لنا؟

يعتبر كتاب “الرجل الذي يستمع إلى الخيول” (The Man Who Listens to Horses) لمونتي روبيرتس (Monty Roberts) من أهم الأعمال التي تناولت فنون التعامل مع الخيول من منظور إنساني عميق. يتبع هذا الكتاب أسلوباً مختلفاً في تدريب الخيول، حيث يسلط الضوء على تقنيات مبتكرة تعتمد على فهم سلوك الحصان بلغة جسده.  فما هي أهم النقاط التي يتناولها الكتاب؟ وما الذي يجعله مرجعاً ضرورياً لكل مهتم بعالم الفروسية وركوب الخيل؟

مونتي روبيرتس ..الفارس الذي غير قواعد اللعبة:

مونتي روبيرتس هو مدرب خيول أمريكي شهير، عرف بابتكاره لتقنيات تدريب الخيول التي تعتمد على التفاعل الهادئ والاحترام المتبادل بين الفارس والحصان. وقبل أن يصبح أحد أبرز المدربين، كان مونتي يواجه تحديات عديدة في تدريب الخيول، وهذا ما يحدث للكثير من المربين. لكن الفرق يكمن في أنه نتيجة لذلك بدأ في دراسة سلوك الخيل وفهم طريقة تفكيرها. وعلى الرغم من أن العديد من المدربين كانوا يعتمدون على أساليب قاسية لإجبار الخيول على تنفيذ الأوامر، فإن روبيرتس قرر أن يبني علاقته مع الخيول على أساس الاحترام المتبادل والتواصل غير اللفظي.

ما هي فلسفة “الاستماع إلى الخيول”؟

أحد المبادئ الأساسية التي يدعو إليها مونتي روبيرتس في كتابه هو أن الخيول تمتلك القدرة على فهم إشارات الفارس بشكل عميق. يعتمد هذا النظام على ما يطلق عليه “لغة الخيول”، وهي عبارة عن إشارات غير لفظية يقوم بها الحصان، مثل حركات الأذن، والتوتر في العضلات، وتغيير في السلوك. ينظر مونتي إلى الخيول على أنها كائنات ذكية تمتلك مشاعر وتحتاج إلى التفاعل بلطف وحذر.

في الكتاب، يشرح روبيرتس كيف أن الخيول يمكن أن تصبح أكثر تعاوناً عندما يتم فهم إشاراتها بشكل صحيح. بدلاً من إجبار الخيل على الانصياع لأوامر معينة، يقوم المدرب باستخدام إشارات هادئة تسهم في بناء الثقة المتبادلة بينه وبين الحيوان. تعتبر هذه الفلسفة أساساً لفهم كيفية تحسين التفاعل بين الخيول والفرسان، مما يعزز الأداء بشكل عام.

ما هي تقنيات “الاستماع إلى الخيول” التي يقترحها الكاتب؟

يتضمن الكتاب العديد من التقنيات التي تعلمها مونتي روبيرتس على مر السنين. وتعتبر هذه التقنيات أساسية في التعامل مع الخيول بشكل إنساني وفعال. أبرز هذه التقنيات هي:

1. التفاعل مع الحصان بلغة جسده:

يتحدث مونتي في الكتاب عن أهمية فهم لغة جسد الحصان. فالخيول لا تتحدث كما نفعل نحن، بل تعبر عن مشاعرها وسلوكياتها من خلال حركات دقيقة قد لا نلاحظها إذا لم نكن على دراية بها. من خلال هذه الحركات، يمكن للمدرب أن يفهم حالة الحصان، سواء كان خائفا، غاضباً، أو مسترخيا.

يتحدث مونتي في الكتاب عن أهمية فهم لغة جسد الحصان. فالخيول لا تتحدث كما نفعل نحن، بل تعبر عن مشاعرها وسلوكياتها من خلال حركات دقيقة.
يتحدث مونتي في الكتاب عن أهمية فهم لغة جسد الحصان. فالخيول لا تتحدث كما نفعل نحن، بل تعبر عن مشاعرها وسلوكياتها من خلال حركات دقيقة.

2. بناء الثقة المتبادلة:

يعتبر بناء الثقة بين الحصان والفارس من المبادئ الأساسية في فلسفة مونتي روبيرتس. فبدلاً من استخدام الأساليب القسرية، يركز على تعزيز الثقة في كل خطوة من خطوات التدريب. على سبيل المثال، يضع المدرب نفسه في وضع يسمح له بإظهار الاحترام للحصان، مما يؤدي إلى استجابة أكثر إيجابية من جانب الحصان.

3. الاحترام المتبادل:

أحد المفاهيم الرئيسية في الكتاب هو ضرورة الاحترام المتبادل بين كل من الفارس والحصان. لا يعني الاحترام هنا مجرد تقديم الراحة والرفاهية للحصان، بل أيضاً القدرة على قراءة سلوكه وفهم احتياجاته. حيث يتعلم الفارس من خلال هذه التقنية كيف يمكنه كسب احترام الحصان، وبالتالي تعزيز العلاقة بينهما.

4. الاستجابة لإشارات الحصان:

عند التدريب باستخدام أسلوب مونتي، يولي المدرب اهتماماً خاصاً للاستجابة لإشارات الحصان. يشمل ذلك فهم ردود أفعال الحصان تجاه التحديات والمواقف المختلفة، وتعديل أسلوب التدريب بناءً على تلك الردود. هذه التقنيات تساعد المدرب على تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى تشويش أو إرهاق الحصان.

أهمية الكتاب في تدريب الخيول:

يعد هذا الكتاب من الكتب الأساسية التي يجب على كل مدرب خيول قراءتها، خاصة لأولئك الذين يتبنون أساليب تدريب حديثة تتسم بالرحمة والاحترام. حيث يساعد الكتاب المدربين على فهم الخيول من منظور نفسي، ويقدم حلولاً عملية للتعامل مع سلوكيات الخيول المزعجة أو المتحدية. كما أنه يعزز الفهم العام للمبادئ التي يعتمد عليها التدريب الفعّال الذي يركز على رفاهية الحيوان.

تأثير “الاستماع إلى الخيول” على صناعة الفروسية:

لقد أحدث كتاب “الرجل الذي يستمع إلى الخيول تغييراً كبيراً في طريقة تدريب الخيول. مع مرور الوقت، بدأ العديد من المدربين في تبني أساليب مونتي روبيرتس في تدريب خيولهم. اليوم، تعد هذه الأساليب أساسية في تدريب الخيول للرياضات المختلفة مثل القفز والدريساج، حيث تضمن أن يكون لكل من الحصان والفارس تجارب أكثر أمانًا وفعالية.

ما هي أصداء الكتاب في عالم الفروسية؟

من خلال الكتاب، أصبح مونتي روبيرتس شخصية محورية في عالم الفروسية، وواصل عمله كمدرب مع العديد من الأفراد والمزارع والخيول. مع مرور الوقت، أصبح الكتاب مصدر إلهام للعديد من الأشخاص حول العالم الذين يسعون لتحسين علاقتهم مع الخيول. على الرغم من أن الأساليب التقليدية في تدريب الخيول كانت تعتمد على القوة والإجبار، فإن كتاب روبيرتس قد ساهم في دفع المجتمع الفروسي نحو أساليب أكثر إنسانية.

في النهاية إن الرجل الذي يستمع إلى الخيول  هو كتاب يقدم فهماً عميقاً لسلوك الخيول ويضع أسساً جديدة للتعامل معها بطريقة أكثر احتراماً ورقة. من خلال فلسفة مونتي روبيرتس، يتمكن المدربون من بناء علاقة متينة مع خيولهم، مما يعزز الأداء ويسهم في تحسين تجربة الفروسية بشكل عام. الكتاب لا يقتصر فقط على المدربين المحترفين بل هو مرجع مهم لكل من يسعى لفهم الخيول بشكل أفضل وتحقيق النجاح في تدريبها. فإذا كنت فارساً أو مدرباً، أو حتى شخصاً يحب الخيول، فإن هذا الكتاب يستحق أن يكون في مكتبتك.

المصدر:

The Man Who Listens to Horses by Monty Roberts.

الرماية التقليدية “يابوساميه” من على ظهور الخيول في معبد كاماكورا الياباني

النسخة الثالثة من بطولة الشقب الدولية لجمال الخيل في نوفمبر 2025

جمع التبرعات من خلال التصوير الفوتوغرافي في ملجأ للخيول

مزاد نادي سباقات الخيل: فرصة جديدة لعشاق الفروسية في الرياض

صندوق مساعدات يمنح منحاً تعليمية لعمال مزارع الخيول