منافسات الرماية من على ظهر الخيل تشعل أجواء ساحة الفروسية في أبها

شهدت ساحة الفروسية في مدينة أبها تنظيم فعالية رياضية جمعت ما بين دقة التصويب واستعراض جمال فنون الفروسية، وذلك ضمن منافسات الرماية من على ظهر الخيل، التي تعد واحدة من الرياضات التراثية الآخذة في الانتشار داخل المملكة. حيث أقيمت الفعالية وسط حضور جماهيري لافت وبمشاركة عدد من الفرسان والفرسان الناشئين، وسط اهتمام متزايد بهذه الرياضة التي تجمع بين الأصالة والمهارة.

عروض عملية في ميدان مجهز:

تضمنت المنافسات عروضاً عملية في ميدان مجهز بأهداف متعددة، حيث قدّم المشاركون أداءً لافتاً أظهر قدراتهم في إصابة الأهداف أثناء حركة الخيل بسرعات متفاوتة. وقد جاءت المسارات مصممة بطريقة دقيقة، بحيث تضمنت أقماعاً وألواحاً تدريبية، أتاحت للفرسان اختبار تركيزهم وقدرتهم على التوازن أثناء الرماية، وأظهر قدراتهم المميزة التي تجمع بين اللياقة البدنية ودقة التصويب وكذلك القدرة على التحكم في الخيل.

مشاركة فئات عمرية مختلفة:

شارك في الفعالية فرسان من فئات عمرية مختلفة، بدءاً من الأشبال ووصولاً  إلى الشباب، حيث بدأت هذه الرياضة تنتشر بين الأجيال الجديدة. كما حضر عدد من المدربين والمتخصصين في الفروسية والرماية، الذين أكدوا على أهمية هذه الرياضة وتأثيرها الكبير في تطوير مهارات الفارس وصقل شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه، إلى جانب دورها في الحفاظ على التراث الرياضي السعودي. يذكر أن المنافسات قد نظمت بإشراف الاتحاد السعودي للفروسية، الذي يواصل دعم رياضة الرماية من على ظهر الخيل ضمن جهوده لتطوير الرياضات التراثية وتوسيع قاعدة المشاركين. وكذلك جاءت الفعالية متوافقة مع توجهات القطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية، والذي يسعى إلى جعل الفروسية جزءا مستداماً من الأنشطة المجتمعية والثقافية.

الرماية من على ظهر الخيل من أقدم أشكال الفروسية القتالية:

تعد رياضة الرماية من على ظهر الخيل من أقدم أشكال الفروسية القتالية، إذ أنها كانت مهارة أساسية لدى الفرسان في العصور القديمة. واليوم، يعاد إحياء هذه الرياضة التراثية في المملكة من خلال بطولات محلية ودولية يشرف عليها الاتحاد السعودي للفروسية.
وقد شهدت السنوات الأخيرة تنظيم بطولات عالمية في مدن سعودية مثل العلا، التي استضافت كأس العالم للرماية من على ظهر الخيل بمشاركة فرق من دول متعددة. كما حقق المنتخب السعودي للرماية على ظهر الخيل حضورًا مميزًا في المنافسات الدولية، من بينها فوز الفارس بدر التميمي ببطولة العالم في منغوليا عام 2025، وهو إنجاز يظهر ويؤكد تطور مستوى الفرسان السعوديين في هذه الرياضة.

الفارس السعودي بدر التميمي
الفارس السعودي بدر التميمي

حيث يضم المنتخب السعودي نخبة من الفرسان المتمرسين مثل عبدالملك الخريف ومحمد الضفيان، وغيرهم من الفرسان الذين شاركوا في بطولات آسيوية وعالمية، ما يؤكد تصاعد الاهتمام الرسمي والرياضي بهذه المنافسات التي تمزج بين المهارة البدنية والتركيز الذهني والانسجام مع الخيل.

دعم مستمر من الاتحاد السعودي للفروسية:

تحظى رياضة الرماية من على ظهر الخيل بدعم مستمر من الاتحاد السعودي للفروسية، الذي يعمل على تأهيل المدربين وتطوير الميادين وتوفير برامج تدريبية للناشئين. كما يجري تنظيم فعاليات مماثلة في مختلف مناطق المملكة، من أجل توسيع نطاق المشاركة وإحياء تقاليد الفروسية والرماية كجزء من الهوية الثقافية الوطنية.

وتسعى الجهات الرياضية إلى جعل هذه الرياضة جزءاً من النشاط المجتمعي والترفيهي، بما ينسجم مع رؤية المملكة في تنويع الأنشطة الرياضية وإبراز الجوانب التراثية في قالب تنافسي حديث. وتستمر الفعاليات في أبها وغيرها من المدن السعودية لتعمق تواصل الأجيال مع الإرث المتصل برياضة الفروسية، الأمر الذي  يعيد إلى الأذهان مهارة الفرسان الأوائل بروح عصرية تجمع ما بين الشغف والدقة والانضباط.

المصادر:

صحيفة الوئام

صحيفة الشرق الأوسط

مجلة الفروسية العربية

معايير ومبادئ توجيهية جديدة لصحة ورفاهية الخيول

11.164 مليون درهم حصيلة مزاد مربط دبي للخيول العربية 2025

الفروسية تهيمن على عروض باريس للموضة

منح سفر لرياضيي الفروسية تحت سن الخامسة والعشرين

أكثر من مليون ريال حصيلة مزاد الهجن في معرض الصقور والصيد السعودي