هل تقف الخيول في الصفوف الأمامية في حماية الإنسان من الكوارث، وهل تؤسس لشراكة فعالة مع الإنسان للوقوف أمام الكوارث.
منذ سنوات، ساهمت الخيول بشكل حاسم في عمليات إنقاذ أرواحٍ في مناطق معأصابتها الكوارث. فكيف باتت هذه الحيوانات شريكة حقيقية للبشر تساهم معهم في تحقيق نتائج ملموسة تساهم لهم بالحماية والإنقاذ وخاصة في الكوارث؟
1. الخيول تنقذ الناس خلال فيضانات تكساس:
شهدت فيضانات يوليو 2025 في تكساس مشهدًا دراميًا أظهرت فيه الخيول قدراتها الحقيقية في التضاريس الصعبة والمياه الموحلة. حيث ارتفع منسوب نهر غوادالوبي أكثر من 20 قدم خلال ساعات عديدة، وهذا ما جعل معظم الطرق غير صالحة للمركبات .
في هذه الظروف العاصفة اجتازت فرق البحث نهرًا متدفقًا من خلال الاعتماد على الخيول. أحد الخيول عبر المياه باحتراف لتوصيل فرق طبية ومعدات طارئة. وقد ذكر أحد المتطوعين أن هذه الخيول ساعدت وساهمت في إنقاذ أكثر من 850 شخصًا ! ولذا لا بد من الاعتراف بفاعلية واهمية وجود الخيول واستخدامها بعمليات الإنقاذ الفعلية.
2. لماذا الخيل تتفوق في التضاريس الصعبة؟
إن تفوق الخيول وخاصة في التضاريس الصعبة له عدة أسباب أهمها:
أ. القدرة على التحمل و التنقل:
تتمتع الخيول بقدرة كبيرة على عبور الأراضي الطينية والرملية حيث تتعثر السيارات.
ب. رؤية واسعة واستشعار مبكر:
إن حقل الرؤية لدى الخيل يصل إلى 350 درجة، وهي كذلك تكتشف الأصوات والتهديدات ان وجدت في البيئة المحيطة قبل الإنسان . ولذلك تستخدم هذه الحاسة أيضًا للكشف عن رائحة التحلل، كما حدث في حالة فيضانات تكساس، حيث ساهمت الخيول في الإشارة والمساعدة على تحديد مواقع محتملة لمصابين.

3. تدريب صارم وأداء محترف لوحدات الخيالة:
يخضع فرسان الخيول لتدريب مهني خاص ضمن ما يعرف بـ**Mounted Search and Rescue (MSAR)** . تهدف هذه الوحدات إلى تنسيق التعاون بين الفارس والخيل للبحث السريع في المناطق القاسية.
حيث تشمل مهارات البحث على ظهور الخيل تحديد الأدلة من خلال سلوك الحيوان، وتنقل الفرسان بين التضاريس، وتنسيق مع فرق برية أو جوية. بعض الوحدات الألمانية تنفذ تمارين بالقرب من طائرات هليكوبتر لتعويد الخيول على الضجيج.
4. دعم ميداني ولوجستي فعّال
تعمل الخيول أحيانًا كوسيلة شحن ميدانية للسلع والمعدات. خلال فيضانات تكساس تم نقل الإمدادات الطبية والغذائية عبر ظهور الخيول إلى المناطق المحاصرة .
هذا الدور يجعل الخيول حلًا عمليًا في الأماكن التي لا تصل إليها المركبات، مما يوفر الوقت والجهد ويزيد من سرعة الوصول للأشخاص المحتاجين.
5. معايير دولية وتجارب عالمية:
توجد فرق MSAR مسجلة في دول مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، كندا، وأيسلندا. تنشأ هذه الوحدات عادة بالتعاون مع الجهات الرسمية، ويخضع أفرادها لتدريب شامل يشمل السلامة، وتعريف التضاريس، وتنسيق فرق الدعم. تضمن هذه المعايير المشتركة تعليم الفرسان استخدام المعدات الخاصة بالحالات الطارئة، وكيفية التنقل بسلام داخل التضاريس الوعرة، وتدريب الخيول على الثبات وسط الأصوات العالية والضوضاء.
6. التكنولوجيا تعزز من أداء الخيول:
لتحقيق الاستفادة القصوى، يتم دمج التكنولوجيا الحديثة مع أداء الخيول:
- أجهزة تحديد المواقع GPS على الأحزمة لتتبع تحركاتها وتحليل خرائط الانتشار.
- كاميرات حرارية مثبتة على الحصان لرصد حرارة أهداف محتملة من بعيد.
- اتصال مباشر بالفِرق المنسقة من مراقبة الحركة وتوجيه الدوريات .
- هذه التقنيات تحسن سرعة الاستجابة وتنقل الادلة للفِرق البرية على الفور.
7. لحظات حرجة أثبتت فيها الخيول جدارتها:
في تكساس، قال مسعف: “خلال إحدى الجلسات، توقفت الخيول فجأة عند مكان معين، ومن ثم تم الكشف عن وجود شخص مفقود تحت الخشب في هذا المكان” .
وفي حادث آخر وقع في نيو مكسيكو تم إنقاذ طفل جرفت المياه منزله، وذلك عندما جرى استخدام الخيول للعبور في منطقة أخف ضبابًا. في مثل هذه اللحظات تظهر أهمية الشراكة بين الإنسان والخيل في ميدان العمل غير التقليدي.
8. العناية بالخيول قبل وأثناء وبعد الكارثة:
تهتم فرق الإنقاذ بممارسات صارمة تجاه الخيول للحفاظ عليها بحال جيد من ضمن هذه الممارسات:
- تجهيز الخيول بمعدات الإسعاف البيطري والطوارئ على ظهرها.
- تأهيل الخيول نفسيًا لتتحمل الضوضاء والطقس القاسي وغيرها من الظروف.
- توفير التغذية والماء والاستراحة المنتظمة خلال الأعطال.
هذه الأساليب تعزز من قدرتها على الاستمرار في مهام طويلة بدون إنهيار.

9. توصيات لتعزيز دور الخيول:
من ضمن أهم التوصيات:
- إنشاء وحدات MSAR وطنية توحيد الكفاءات وتبادل الخبرات.
- تكوين مراكز تدريب وورش عمل لرفع الاحترافية وتطوير الأداء.
- تجهيز الخيول بتكنولوجيا متكاملة لتعزيز التهيئة والسرعة.
- نشر قصص إنسانية ونجاحات دعم التمويل وتشجيع المتطوعين.
- توثيق نتائج وإنشاء إحصاءات من أجل فهم أثرها والتخطيط للمستقبل.
10. الخيول أبطال صامتون لا يمكن الاستغناء عنهم:
من اللافت للنظر أنه عند الكوارث، لا تتردد الخيول أبداً في التفاني والإقدام على الرغم من وجود الخطر. فهي ليست وسيلة ركوب أو نقل فقط، بل تحسن من فرص الإنقاذ وتدعم الشراكة الروحية بين الإنسان والطبيعة.
وعندما نسأل أنفسنا: هل الأجهزة والآلات والماكينات قادرة على القيام بكل شيء؟ تأتي الخيول في هذه اللحظة لتحمل لنا الإجابة على هذا السؤال فهي قادرة على ان تقوم بما لا تقوم به الآلة من خلال الحدي والاستشعار لتكون رد فعل أولي فعال وشامل.
القيمة اللوجستية للخيول في الحالات الصعبة:
من اهم العوامل التي تزيد من قيمة الخيول خاصة في الحالات الصعبة ما يلي:
- الخيول تملك تقنيات متقدمة ومتكاملة مع قدراتها الطبيعية.
- التدريب والرعاية الدائمان يعززان من قدرتها على التأقلم.
- قصص الخيول في الإنقاذ والتعاطف ترسي أساسًا لمزيد من الرعاية والاحترام لهذا الكائن الجميل.
ففي عالم تحكمه التكنولوجيا، تبقى الخيول تذكيرًا حيًّا لنا بأن الشراكة بين الإنسان والطبيعة تولد قوة ناعمة وطاقة نقية تعمل وتبقى وعاء لأمل بالحياة في وقت الشدائد.
المصدر:
Journal of Emergency Management
Disaster Medicine and Public Health Preparedness
الخيول تقلب العرض العسكري الفرنسي إلى فوضى بحضور ماكرون
بطولة الخيول العربية تنطلق في الساحل الشمالي





Leave a Reply