سباق يجذب الجماهير..فرسان تركوا خيولهم ليركضوا على أقدامهم

في البيرو وتحديداً في مهرجان الجوكي ترك الفرسان خيولهم ليركضوا على أقدامهم بدلاً منها !! وذلك في سباق فريد يجذب الجماهير والكثير من المشاهدين.

ففي مشهد غير معتاد، اجتمع آلاف المتفرجين في العاصمة البيروفية ليما من أجل متابعة هذا السباق الغريب والفريد من نوعه. فهذه المرة لم يكن المشاركون يمتطون صهوة الخيل كما جرت العادة، بل إنهم انطلقوا على أقدامهم كعدائي مضمار محترفين. هذا السباق الفريد شهد مشاركة من قبل 16 فارساً، ركضوا لمسافة 100 متر في ممر مخصص بالأصل للخيول، كل هذا هو حدث جرى ضمن فعاليات مهرجان الجوكي الشهير.

مهرجان الجوكي يحتفل بالفروسية بطريقة معاصرة:

ينظم مهرجان “الجوكي” سنويًا في العاصمة البيروفية ليما، وهو يعتبر أكبر فعالية فروسية في البلاد. كانت قد بدأت فعاليات هذا المهرجان في ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا في ميدان “هيبودروم” الذي افتتح في عام 1960.
ويستمر المهرجان من منتصف النهار حتى الساعة السابعة مساء، وهو يجمع بين سباقات الخيل والأنشطة الترفيهية والفنية والرياضية. حيث كان الحدث المميز في هذا العام هو دخول “سباق الفرسان على الأقدام”، الأمر الذي حصد اهتمامًا واسعًا على مواقع التواصل.

لماذا يركض الفرسان على أقدامهم؟

هدف السباق لم يكن رياضياً بحتاً، بل إنه جاء كمبادرة إنسانية تهدف إلى جمع التبرعات لصالح أعمال خيرية محلية. وقد قرر المنظمون القيام بهذا النوع من السباقات لإضفاء لمسة من المرح، ولجذب جمهور جديد لرياضة الفروسية.
حيث صرح رئيس نادي الجوكي، دانيلو شافيز،  بأن الفكرة جاءت رغبة في جذب الجيل الجديد لهذه الرياضة العريقة.
وقال شافيز: “نريد أن نعرف الشباب بالفروسية من خلال طرق مبتكرة وجذابة، حتى عبر المنصات الرقمية”.

التفاعل الجماهيري الكبير عبر الإنترنت:

ما إن انتشر الفيديو على مواقع التواصل حتى انهالت التعليقات من مختلف المتابعين في جميع أنحاء العالم.
وكان من أبرز التعليقات:

“هذا من أروع ما شاهدت”

و”هل يمكننا المراهنة على هذا النوع من السباقات؟”.
كما عبّر آخرون عن إعجابهم بالفكرة، معتبرينها ممتعة إذ تكسر نمطية سباقات الخيل التقليدية. إن تفاعل المستخدمين ساعد كثيراً في تحقيق هدف المنظمين، بتحويل السباق إلى “ترند” على المنصات الرقمية.

جذب الفرسان الجدد بتسجيل مجاني:

واحدة من النقاط المهمة في هذا المهرجان كانت هي فتح الباب أمام الفرسان الجدد للمشاركة من دون رسوم تسجيل. حيث أن الفرسان الشباب يجدون في هذه الفعاليات فرصة للظهور والتفاعل مع جمهور واسع محلياً ودولياً.
التنظيم الجيد والتغطية الإعلامية الرقمية سهلت وصول الفعالية إلى شرائح عمرية لم تكن تتابع الفروسية من قبل.

تاريخ الفروسية في البيرو يمتد منذ القرن التاسع عشر:

الفروسية في البيرو ليست مجرد رياضة بل هي كانت جزء من التراث الثقافي الوطني، وتعود جذورها إلى عام 1864.
ففي ذلك العام، بدأت أولى أنشطة الفروسية المنظمة في العاصمة ليما، لتتحول لاحقاً إلى تقليد سنوي. وكان افتتاح مضمار “هيبودروم” عام 1960 قد شكّل محطة أساسية في تطور رياضة الفروسية في البلاد. حيث يستقطب هذا الميدان اليوم آلاف المشجعين، وهو يعد رمزًا للفروسية البيروفية الحديثة.

مهرجان الجوكي في البيرو
مهرجان الجوكي في البيرو

رسالة اجتماعية ورياضية:

سباق الفرسان على الأقدام لم يكن فقط وسيلة ترفيه، بل إنه ساهم في إيصال رسائل عدة:

  • الرسالة الأولى كانت أن الفروسية يمكن أن تتطور وتتكيف مع الزمن الحديث دون فقدان أصالتها.
  • الرسالة الثانية كانت إنسانية، حيث ساعدت الفعالية في جمع المال ودعم الجمعيات الخيرية.
  • الرسالة الثالثة كانت تربوية، بإظهار كيف يمكن جذب الشباب للرياضات التراثية بأساليب معاصرة.

ماذا بعد هذا النجاح؟

إن نجاح السباق بشكل غير مسبوق جعل إدارة المهرجان تدرس فكرة توسيع هذه الفعالية في السنوات المقبلة. ولذا فمن المتوقع أن تشمل النسخ القادمة سباقات مماثلة، وربما إدخال أشكال جديدة من التحديات. الهدف منها سيكون الاستمرار في ربط الفروسية بالترفيه والتعليم والعمل الاجتماعي.
دانيلو شافيز أوضح أن نادي الجوكي يرغب في جعل المهرجان من أبرز الفعاليات الرياضية في أمريكا اللاتينية.

رياضة الفروسية تتطور  وتتجدد:

مهرجان الجوكي هذا العام أثبت أن الفروسية ليست رياضة جامدة، بل قادرة على التجديد والانفتاح. وأن ارتباطها بالتقاليد لا يمنع أبداً من إدخال عناصر المرح والتفاعل العصري، ما دام الهدف نبيلًا وواضحًا. إذ عندما يركض الفرسان على أقدامهم بدل خيولهم، فهم يثبتون أن الشغف لا يتطلب دائمًا سرجًا أو صهوة، بل قلبًا نابضًا بالحياة.

محاور تحقيق الاستدامة في رياضة الفروسية

كيف تفاعل الجمهور العربي مع الحدث؟

الحدث البيروفي لم يلفت فقط أنظار المتابعين المحليين، بل وصل صداه إلى العالم العربي عبر المنصات الاجتماعية.
حيث أن عدد من عشاق الفروسية في المنطقة العربية تداولوا مقاطع السباق وعبروا عن إعجابهم بالفكرة وروح المرح التي حملتها. قال متابع من السعودية في تعليق على “تويتر إكس”: “الفكرة طريفة، احترام التقاليد لا يمنع الترفيه”.
بينما أضاف متابع من مصر: “نفسي أشوف مهرجان زي ده عندنا، يجمع بين الفروسية والكوميديا والرسالة الإنسانية”.
هذا النوع من التفاعل يعكس اهتمام الجمهور العربي بالفروسية عندما تقدم بصيغة جذابة ومختلفة.
رغم أن الفروسية في العالم العربي ما زالت محافظة إلى حد كبير، إلا أن الأجيال الجديدة تنجذب أكثر للفعاليات الخفيفة والمبتكرة. وبالتالي قد تكون هذه إشارة للمنظمين العرب بأن تطوير المهرجانات بأسلوب يجمع بين التقاليد والمتعة قد يفتح أبواباً أوسع للجمهور.
ومن المهم أن تدرك الجهات المسؤولة عن الفروسية في المنطقة أن الجمهور الحديث لا يبحث فقط عن التنافس، بل عن تجربة كاملة تشبع البصر والعاطفة والفكر.

المصادر:

صحيفة الخليج

الموقع الرسمي لنادي الجوكي في بيرو

العلا وبطولات الخيل تاريخ وحداثة

هل التفاعل مع الخيل يساعد على الشفاء النفسي؟

أغلى الفحول في عالم سباقات الخيل 2025

تفشي فقر الدم المعدي الخيلي يهدد الخيول ما هي أسباب المرض وتداعياته

تجربة جودولفين العالمية في سباقات الخيل الحديثة